اعتبر الوزير السابق ايلي ماروني أن ما قاله رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" سامي الجميل خلال الذكرى 37 لاغتيال رئيس الجمهورية الراحل بشير الجميل، لم يكن جديدا ليستدعي الحملة القواتيّة التي طالته بالشخصي، لافتا الى ان المواقف التي قالها لطالما ردّدها، وبالتحديد لجهة تشديده على كون المعارضة من الداخل غير مسموعة خاصة وان لحزب "الكتائب" تجربة في هذا المجال ما أدّى لسحب وزرائه من حكومة تمام سلام.
واستغرب ماروني في حديث لـ"النشرة" الردّ بالشخصي على كلام الجميل، معتبرا ان ذلك لا يجوز بالحياة السياسية. وأضاف: "أبلغني أحد النواب القواتيين الاصدقاء، بوجود توجه لانهاء السجال القواتي–الكتائبي، خاصة واننا بأمسّ الحاجة للوقوف صفا واحد بمواجهة الازمات المتعددة التي تعصف بالبلد".
وردّا على سؤال عما اذا كان "الكتائب" يدعو "القوات" للانضمام الى صفوفه في معارضة الخارج، أشار ماروني الى ان حزب "القوات" قادر على ان يتخذ القرار الذي يراه مناسبا في هذا المجال، مع اعتبارنا انه سيكون من المفيد للبلد ان تتوسّع المعارضة في الخارج وتضم أحزابا وشخصيات وتكون قوية ومتماسكة. واردف: "رأينا انتقاد القوات للتعيينات في المجلس الدستوري كما للتعيينات القضائية، وتابعنا مواقفهم في ملف الموازنة، واحتجاجهم باستمرار على انه لا يتم الاخذ برأيهم، وهذا أمر طبيعي نظرا الى عدد وزرائهم في الحكومة".
وتطرق ماروني لموضوع موازنة 2020، فرجّح أن تكون طبق الأصل عن العام 2019، فما عجزوا عن تحقيقه منذ اسبوعين او 3 لن يتمكنوا من تحقيقه اليوم بسحر ساحر، خاصة وانه لم تمرّ فترة زمنيّة على اقرار موزانة العام الحالي، ما يعني ان الظروف والمعطيات والاجواء التي احاطت بها هي نفسها تحيط بالموازنة المقبلة. وأضاف: "كل المؤشرات تؤكد التوجه لزيادة سعر البنزين ورفع الـTVA وزيادة الضرائب التي تطال مباشرة حياة المواطن التي تحولت مستحيلة، في ظل عدم قدرته على تأمين الحدّ الدنى من مقوّمات العيش الكريم".
وردّا على سؤال عن التطورات الاقليميّة وتأثيرها على لبنان، خاصة بعد جولة الصراع الاخيرة بين حزب الله واسرائيل، تساءل ماروني: "اين اصبحت سياسة النأي بالنفس والحياد؟ لقد وضعنا حزب الله في عين العاصفة واستأثر بقرار الحرب والسلم وقرار الدولة ككل، فاذا ارتأى هو ذلك يجنبنا الحرب، واذا أراد يجرّنا الى ما لا تحمد عقباه، علما اننا بلد لا يحتمل أزمات جديدة وهو المتخبط في أزمته الاقتصادية". واشار الى أن "الازدحام المشين في المطار لم يكن ازدحام سوّاح ومغتربين انما من لبنانيين يغادرون بلدهم. من هنا نطالب باقرار استراتيجية دفاعية تعطي للجيش دوره ومكانته، فلا دولة قويّة بوجود جيش ودويلة... فبالنهاية الشعب ككل يتحول مقاومة عند ايّ خطر وبالتالي لا داعي لاستمرار وجودها على شكل حزب الله".