شدد رئيس المركز الكاثوليكي الاعلام الاب عبدو أبو كسم على أن "ثقافة الحوار بين الأديان هي المرتكز الأساس لبناء جسور السلام بين الشعوب المتنوّعة الطوائف والأديان، وعمليّة الحوار هذه تبدأ إنطلاقاً من ما هو مشترك بينها، أي القيم الدينيّة والأخلاقيّة والإنسانيّة، الّتي يمكن أن تشكّل مادّةً أساسيّةً لعمليّة التلاقي، وتؤسّس لحوار بنّاء يخدم مجتمعاتنا وشعوبنا المتنوّعة بتنوّع طوائفها، فتضحي هذه الطوائف مصدر نعمة وغنى، يفتح مساحات واسعة للتلاقي في سبيل تعزيز هذه القيم ممّا يسهّل عمليّة الإندماج السلمي الرّاقي في مواجهة كل أشكال التعصّب الّذي يضرب، وللأسف، بعض المجتمعات والشعوب، ويعنى في نشر آفة الجهل والإنغلاق، والّتي تشكّل أرضاً خصبة لزرع بذور التطرّف والإرهاب".
وخلال مشاركته في ندوة حول دور الحوار الاسلامي المسيحي في تعزيز السلم الاهلي في بلدة جباع، لفت الى أن "أيّة عمليّة حوار تستوجب قناعة عميقة ونيّة صادقة، والحوار يعني التلاقي والتعرّف إلى الآخر المختلف والتفاعل معه، وبالتّالي فالتقارب يؤدّي إلى بناء الحوار الّذي من شأنه أن يؤسّس لبناء علاقات تساهم في إرساء الإستقرار في مجتمعاتنا المتنوّعة"، معتبرا أن "التحدّيات الّتي تواجه عالم اليوم في عمليّة الحوار بين الديانات والثقافات، فهي كثيرة، منها ما يتعلّق بنشر ثقافة العنف والتعصّب الديني، وممارسة الإرهاب والتشجيع عليه، ومنها ما يتعلّق بإستغلال المجتمعات الفقيرة والطبقات الإجتماعيّة المعدومة، لرزع التفرقة بين شعوبها".
ورأى أن "عمليّة تعزيز الحوار وإستثماره في بناء ثقافة السلام يجب أن تنطلق من خلال شباب اليوم، وإنطلاقاً منهم إلى كل العالم، فإنّ دور الشباب مهم في عمليّة الحوار، ويسهم إسهاماً قوياً في نشر ثقافة اللقاء والحوار والسلام، فالشباب ثروة وثورة في آن، وطاقة منفتحة على كل الخيارات الإيجابيّة الّتي من شأنها أن تعزّز عمليّة التلاقي والسلم الأهلي"، مضيفا: "إنّ لبنان الرسالة، كما سمّاه البابا القدّيس يوحنّا بولس الثّاني، يخوض تجربة الحوار والتلاقي منذ زمن بعيد، لا بل يعيش تجربة الوحدة في التنوّع، فعلينا جميعاً أن نسعى من خلال هذا المؤتمر إلى مزيد من التعارف والتلاقي، ونؤسّس لعلاقات متينة بين شبابنا، فهم المستقبل وأمل الغد، ومداميك الحوار وبناة السلام".