بارك قائد حركة "أنصار الله" عبد الملك الحوثي، للشعب اليمني بحلول الذكرى السنوية الخامسة لـ"انتصار الثورة الشعبيّة الّتي كان من أوّل وأهمّ وأكبر إنجازاتها التحرير لشعبنا من الوصاية الخارجيّة، واستعادة حقّه في الاستقلال والسيادة والحريّة".
وأكّد في بيان، أنّ "مشكلة قوى الاستعمار والاستكبار وعملائها في المنطقة مع شعبنا ليست سوى هذه المشكلة، فقد استكثروا على بلدنا أن يكون مستقلًّا في قراره السياسي، واستكبروا من إصرار شعبنا على حقّه المشروع في إدارة شؤونه واتخاذ قراراته بعيدًا عن التدخل الخارجي، بعد أن كانت نتيجة ذلك التدخل الخارجي الّذي كانت تديره السفارات الأجنبية للدول العشر في صنعاء بقيادة السفير الأميركي كارثيّة ومدمّرة، أوصلت البلاد إلى حافة الانهيار في كل المجالات الاقتصادية والأمنية والسياسية، وسيطرت على القرار والسياسات في كل مؤسسات الدولة لتحوِّلها إلى إدارة تعمل حصريًا لصالح الخارج بدلًا من خدمة الشعب اليمني".
وأوضح في بيان، أنّ "النتيجة كانت هي التوجّه التلقائي نحو الانهيار الشامل وصوملة البلاد لولا التحرّك الشعبي الواسع الّذي أعاد لشعبنا الاعتبار وحفظ له الكرامة وأخرجه من وصاية الأعداء المستكبرين". ولفت إلى أنّ "التحرّك الشعبي كان من كلّ تيارات وأبناء الشعب اليمني وبمختلف المذاهب والمناطق تحت مظلّة واحدة وهدف واحد وثورة عظيمة ونقيّة خالصة لا تشوبها شوائب الاستغلال الخارجي من أي جهة، وبتمويل شعبي معروف وهو تلك القوافل الّتي كانت تصل من مختلف المناطق إلى مخيمات الاعتصام".
وركّز الحوثي على أنّ "بالرغم من أنّ هذه الثورة المباركة تُوّجَت باتفاق السلم والشراكة وفتحت المجال واسعًا لكلّ أبناء هذا البلد وقواه السياسية للتعاون والشراكة في بناء المستقبل الواعد على أساس الحريّة والاستقلال، إلّا أنّ العملاء والخونة الّذين لم يتعوّدوا على الحريّة ولا يحملون مبادئها ولا قيمها، انقلبوا على هذا الاتفاق بعد أن كان مجلس الأمن قد اعترف به والأمم المتحدة والقوى الإقليمية".
وشدّد على أنّ "الأميركي ومعه أدواته الإقليميّة والمحليّة سعوا إلى الالتفاف بالاحتيال على هذا الاتفاق، فكان أن وقف الشعب بحزم وأسقط كلّ المؤامرات، فاتّجهوا إلى شنّ عدوان شامل حمل وِزره وتولّى كِبرَه وتقلّد عارَه النظام السعودي ومعه النظام الإماراتي، ومن تحالف معهما تحت إشراف الولايات المتحدة الأميركية وشراكة مع إسرائيل".
كما دعا الشعب اليمني إلى "الاستمرار في تعزيز كلّ عوامل الصمود والتعاون والحفاظ على وحدة الصف، والحذر من مكائد الأعداء في إثارة المشاكل الداخليّة تحت مختلف العناوين". وتوجّه بالنصح إلى "تحالف العدوان" بـ"التوقّف عن عدوانهم والاعتبار بما قد وصلوا إليه من الفشل الذريع، ولدرجة بات من الواضحِ معها لكلّ العالم استحالة تحقيق الأهداف العدوانيّة وغير المشروعة بكسر إرادة شعبنا والسيطرة عليه من جديد".
وبيّن الحوثي أنّ "من مصلحة تحالف العدوان الاستفادة من المبادرة الّتي قدّمها رئيس المجلس السياسي الأعلى، إذ بوقف عدوانهم وقصفهم وحصارهم سيوقف الجيش واللجان الشعبية الضربات الّتي يوجّهها إلى العمق بالطائرات المسيّرة والصاروخيّة. أمّا مع استمرار القصف والحصار والعدوان، فإنّ الضربات الأكثر إيلامًا والأشدّ فتكًا والأكبر تأثيرًا ستصل إلى عمق مناطقهم وإلى أهمّ منشآتهم الاقتصاديّة والنفطيّة والحيويّة، ولا خطوط حمراء في هذا السياق؛ مع تأكيدنا على المواطنين في تلك المناطق بأخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن تلك المنشآت".