لقد حقق استهداف الجيش اليمني لمصفاة شركة أرامكو النفطية في العاصمة السعودية الرياض، قفزة نوعية في معادلة الردع مع قوى العدوان السعودي، الذي لم يترك وسيلة بطش وإجرام، وسلاح فتاك، إلا وإستخدمه لتركيع الشعب اليمني الصابر والمحتسب، والذي انتفض من تحت الركام، ووجه، ويوجه الضربات الموجعة الى قوى الظلم والظلام. وأكد من خلال نجاح الاستهداف المذكور، الذي لم يكن الاول، ولن يكون الأخير، فقد سبق ونجح في استهداف دولة الإمارات العربية والسعودية، لثبيت معادلة ردع العدو، ورفع الظلم، ووقف آلة الحرب بحق المدنيين العزّل، ورغم هول ما يتعرض إليه من حرب وحصار ودمار وجوع، برهن هؤلاء الـ 25 مليون المحاصرين منذ خمسة أعوام، أنهم يختزنون طاقات علمية كبيرة، لا تعوقها، كل أشكال هذا العدوان، وآلته.
ولم يعامل الجيش اليمني العدو بالمثل، بل سدد ضربته نحو هدفٍ بعيدٍ عن تجمع المدنيين، انسجاماً مع قيمه التي عاش عليها، وتمسك، ويتمسك بها. ولم تنجح الولايات المتحدة، ودول الخليج التابعة لها، في حرف انظار الرأي العام العالمي، عن تفوق اليمنيين على عدوهم، عبر محاولة اتهام إيران، بالوقوف وراء "ضربة آرامكو" الأخيرة، ولكن "بسيناريو" ضعيف، لا يرتقي الى مستوى الجدية. ولعل أبرز هدف حققته هذه النقلة النوعية في معادلة الردع الجديدة مع قوى العدوان السعودي، ومن خلفه، أن الجيش اليمني واللجان الشعبية، قادرون على استهداف العدو الإسرائيلي، لأن المسافة بين جنوب البحر الأحمر ومحافظة تبوك شمال غرب السعودية، تساوي المسافة عينها بين هذه الجهة من البحر الأحمر، و"ميناء إيلات الإسرائيلي" الواقع على ساحل خليج العقبة في البحر المذكور، الأمر الذي يؤكد انكشاف أمن قوات الإحتلال، وإمكان إستهدافه كيانه الغاصب، في التوقيت المناسب.
ثانياً، أثبت نجاح استهداف أرامكو، دقة السلاح اليمني، والتنسيق العالي، بين القوات اليمنية، التي إستطاعت توجيه ضرباتها الثلاث نحو أهدافها في وقتٍ واحدٍ. على غرار ما قامت به المقاومة الإسلامية في لبنان، في الأسابيع القليلة الفائتة، يوم إستهدف الآلية العسكرية "الإسرائيلية" في مستوطنة "أفميم" الواقعة قبالة منطقة مارون الراس في جنوب لبنان، من موقعين مختلفين، وفي توقيتٍ واحدٍ من داخل الأراضي اللبنانية، في غضون 12 ثانية من الوقت فقط، تنكشف فيها الآلية المذكورة من خلف الدشم.
ثالثاً، برهنت "ضربة أرامكو"، فشل الرادارات ووسائط الدفاع الأميركية والغربية، في التصدي للسلاح اليمني، الروسي والصيني والإيراني، ما يؤكد تفوق هذا السلاح على سواه، الأمر الذي يعزز دور الصين وروسيا وإيران في المنطقة، على حساب النفوذ الغربي فيها.