أكد الأب حنا خضرا أن "واقع مجتمعاتنا القروية المنغلقة على ذاتها عادات وتقاليد إجتماعية موجعة، خصوصا في مجال الزواج، التي عشتها بلحمي ودمي في قريتي في البقاع الشمالي وفي قرانا المجاورة وأبحرت بسفينتي الصغيرة في محيطات المعقدة حملتني على كتابة هذا الكتاب على وقع هدير الطائرات المغيرة وأصوات الإنفجارات المهولة ولم يسمع لي عملي في المحكمة المارونية بإنهائه بالسرعة التي أرغب وأريد".
وفي كلمة له خلال ندوة عن كتابه بعنوان "موانع الزواج"، برعاية الأب العام للرهبانية الأنطونية الأباتي مارون أبوجودة، في صالة كنيسة مار الياس – انطلياس، أوضح الأب خضرا "أنني عشت في بيئة إجتماعية محكومة بذكورية فجة وعادات قاسية حولت من المرأة في أكثر الأحيان انسانة مغلوبا على أمرها، مجردة من قرارها الحر في اختيار شريك حياتها الذي عشقته روحها هذا إذا سمحوا لها أن تعشق. فكان الشباب يعجبون بفتاة أحلامهم بعيدا عن العشق والغرام من دون معرفة الفتاة عينها، فيعلمون أهلهم بالأمر وكان الأهل يطلبون يدها من أهلها نيابة عنهم، والأهل يعطون كلمتهم ولا يتراجعون عنها حتى ولو ذبحت الإبنة الرافضة على عتبة البيت. فكانت الفتاة تخضع قسرا لسلطة الوالد وتتزوج مرغمة قبل أن تنضج في جوارحها مشاعر الحب والغرام".
ولفت الى "أنني تطرقت الى مسألة الموانع الزواجية في الأديان التي نتعايش معها في شرقنا كالإسلام والدروز والعلويين، بالإضافة الى الكنائس الشرقية الكاثوليكية وبعض الكنائس الأرثوذكسية. كما قمت بإحصاء دقيق لدعاوى بطلان الزواج في محاكمنا المارونية بسبب الموانع هذه في السنوات العشرين الأخيرة لمعرفة نسبة وجود الموانع في عصرنا هذا".