أكد الأباتي جوزيف عبد الساتر ممثلا رئيس الرهبنة الانطونية الاباتي مارون ابو جودة أن "الشهادة مهما كان نوعها في مطلق زمان ومكان ليست منفذا الى مزاولة عمل ما فحسب، إنما هي أمانة في الأعناق وذخيرة في الضمائر ونور في العيون"، مشيراً الى "اننا حلمنا نحن المكرسين، ومن خلال كل عمل نقوم به رسالة، وبخاصة رسالة القضاء ممارسة وتعليما، وتأليفا، أن نشد العالم إلى الله، ولن يتاح لنا ذلك ما لم يؤهلنا الحلم أن نكون لهذا العالم شاطئ خلاص وملاذ فرح واطمئنان. قد تذهب أشياء كثيرة ونبقى، أما أن يذهب الحق والعدل فحينئذ يصبح بقاؤنا مشكوكا فيه".
وفي كلمة له خلال ندوة عن كتاب الأب حنا خضرا بعنوان "موانع الزواج"، برعاية الأب العام للرهبانية الأنطونية الأباتي مارون أبوجودة، في صالة كنيسة مار الياس – انطلياس، أوضح عبد الساتر أن "القضاء رسالة إصلاح وتفتيح الأعين على العدالة المثلى، القاضي الذي لا يتقن غير القانون بحاجة الى المحبة، والقاضي الذي لا يتقن غير المحبة بحاجة الى القانون، فالمزج بين القانون والمحبة هو السبيل الى استقامة الموازين".
ودعا "لنفتش في عدالة القوانين عن منافذ لضياء المحبة. ولنفتش في ضياء المحبة عن منافذ لعدالة القوانين، اللهم هبه أن يكون قاضيا محبا... وهبه أن يكون محبا عادلا... ذلك أن القانون إذا خلا من المحبة تحجر، والمحبة إذا خلت من القانون تاهت".
ولفت الى أنه "من هنا كان القانون الذي يعاقب المجرم ولا يهديه هو قانون أعرج. لنحب قبل ان نعدل، ولنعدل قبل أن نعاقب، ولنعاقب عندما يصبح العقاب دربا الى الخير والعافية، نحن أيد من فوق. نحن هاجس هموم المتعبين، نبض قلوبهم، هؤلاء المحرومون العيش في كنف عائلة متماسكة ومحبة ومؤمنة، محرومون حقوقهم وذكرياتهم ومراقد أحلامهم وهناء العيش، نحن المسؤولين عنهم. هؤلاء القادمون الينا من أعماق الحلم. نحن صباح أمانيهم... دفاعنا عنهم يجب أن يكون صراخا. وحدنا نعرف أن نغضب من أجلهم بالمقدار الذي يساوي مصيرا".