الإنتظار لم يكن متعباً بالنسبة إلى الأسرى المحررين: أنور ياسين، يوسف ترمس، لافي المصري، عباس قبلان، في إنتظار الإستماع إلى إفادتهم من قبل قاضية التحقيق العسكري نجاة أبو شقرا، في ملف الإخبارات المقدمة من قبلهم ضد آمر معتقل الخيام سابقاً العميل عامر الفاخوري، والتي انتهت عند الساعة الثانية تقريباً من بعد ظهر اليوم، على أن يتم الإستماع إلى 3 أسرى محررين آخرين غداً، هم: نبيه عواضة، أحمد طالب، جهاد حمود.
بالنسبة إلى هؤلاء، الذين تم الإستماع إلى إفادتهم اليوم كشهود، هم ينتظرون هذه اللحظة منذ سنوات طويلة، بالرغم من أنهم ما كان يتوقعون أن يمتلك الفاخوري أو أي عميل مماثل له جرأة العودة إلى لبنان، وهذه هي المفاجأة الأساس بالنسبة لهم، في حين أن المفاجأة الثانية كانت البيان الذي صدر عن عائلته، والذي صور الفاخوري على أساس أنه كان يسهر على تأمين راحتهم واحتياجاتهم.
بالنسبة إلى الأسرى المحررين قد يكون المسار الأفضل لهذا الملف، هو أن يتولوا هم رد "الجميل" له بالسهر على راحته اليوم كما كان يفعل هو معهم خلال سنوات الأسر في معتقل الخيام، في موقف ساخر من بيان العائلة، التي سعت إلى القول بأنه رجل "وطني" انتفض في وجه الإحتلال، حيث يسأل الأسير المحرر يوسف ترمس، عبر "النشرة"، "كيف من الممكن أن يبقى آمراً لمعتقل الخيام على مدى سنوات طويلة في حال كان يسهر على راحتنا أو لم يكن ينفذ إرادة العدو الإسرائيلي"؟، بينما يسأل الأسير المحرر لافي المصري، عبر "النشرة"، "لماذا كان يعمد إلى تعذيبنا إذا كان وطنياً ونحن كنا نقاوم العدو الإسرائيلي"؟.
وفي حين علمت "النشرة" أن وكيل الدفاع عن الأسرى المحررين المحامي معن الأسعد تقدم بلائحة شهود جديدة، بغرض التأكيد على إستمرار الجرائم المنسوبة إلى العميل الفاخوري، يستغرب الأسعد منح نقابة المحامين الإذن لمحامية أميركية لتولي الدفاع عن العميل المذكور، حيث يعتبر أن لا داعي لهذه الخطوة، لأنها لا تعرف أصول المحاكمات في لبنان، وبالتالي ستكون شاهداً فقط لا غير، إلا في حال امتلاكها معلومات اضافية.
من جانبه، يشير الأسير المحرر عباس قبلان، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن الحضور إلى المحكمة العسكرية من أجل تقديم إفادته كشاهد، هو لإعادة تمتين الساحة الداخلية ومنع عودة العملاء إلى لبنان، نظراً إلى أنهم يشكلون خطراً على أمن البلاد والمجتمع، ويسأل: "هل من الممكن بعد الإنتصار في عامي 2000 و2006 أن يعود هؤلاء إلى لبنان بهذا الشكل"؟، ويعتبر أن هذا الأمر لا يستفز فقط الأسرى المحررين بل مشاعر جميع اللبنانيين، مشدداً على أن "حقنا في هذه القضية لن يموت أو يضيع".
وفي حين يتمنى قبلان عدم التعامل مع البيان الذي صدر عن عائلة العميل الفاخوري أو التسويق له، يرى أن الهدف منه التأثير على القضية وعلى التحقيقات القائمة، ويضيف: "الفاخوري كان يسهر على ضربنا وتعذيبنا ولم يتركنا يوماً ننام إلا "جوعانين وبردانين"، كما أنه مسؤول عن محاولة قتل جماعية".
بدوره، يشير الأسير المحرر لافي المصري، إلى أنه كان من المفترض أن يتقدّموا بالإخبارات ضدّ العميل الفاخوري قبل ذلك، ويلفت إلى أنّ الأخير مسؤول عن ضربه بشكل مباشر مرتين من دون تغطية وجهه، في حين أنه من المؤكد أقدم على ذلك من دون أن يراه أكثر من مرة، ويوضح أنه لا يزال يعاني صحياً بسبب سنوات الإعتقال حتى اليوم، ويرى أن محاولات التبرير من قبل العائلة هي كمن يضحك على نفسه لا على الأسرى الذين يعرفون جيداً الجرائم التي كان يرتكبها.
ويوضح المصري أنه خلال مرحلة مسؤولية العميل الفاخوري عن معتقل الخيام سقط 10 شهداء، وبالتالي في حال سجن 10 سنوات عن كل واحد منهم من المفترض أن يحكم عليه بالسجن 100 عاماً، ويؤكد ثقته بالقضاء اللبناني، قائلاً: "إذا خليت خربت".
والجدير بالذكر أنه حضر إلى المحكمة، إضافة إلى الأسعد، محاميين اثنين من دائرة المحامين في "حركة أمل"، أحدهما رئيس الدائرة المحامي محمد عطية، إلا أنهما لم يشاركا في جلسة الإستماع إلى إفادات الأسرى بحسب الإجراءات المعتمدة لدى الإستماع إلى الشهود. وعلمت "النشرة" أن الأجواء كانت إيجابية، حيث تولى المحررون الإدلاء بالمعلومات التي لديهم حول مرحلة الإعتقال ودور العميل الفاخوري، من دون أن يكشفوا عن تفاصيل الجلسة نظراً إلى الطابع السري للتحقيقات.
في المحصّلة، يعكس المحررون أجواء إيجابية في التعامل مع هذا الملف، بالرغم من الملاحظات التي لديهم على كيفية التعامل مع عملاء آخرين.