أبدت أوساط قريبة من "حزب الله"، عبر صحيفة "الجمهورية"، ثقتها التامة، تعليقًا على ما إذا كان الهدف من حملة العقوبات الأميركية هو إفقار "حزب الله" كليًّا ونهائيًّا كي يفقد كلّ تأثير ونفوذ له، في أنّ "هذا الهدف غير قابل للتحقق، مهما اشتدّ الضغط الأميركي، وأيًّا يكن السقف الّذي يمكن أن يصل اليه".
ولفتت إلى أنّ "العقوبات تركت تأثيرًا جزئيًّا على البنية الماليّة لـ"حزب الله"، لكنّه استطاع التأقلم معها، مع العلم أنّ الأهم الّذي يجب أن يعرفه الأميركيّون، هو أنّ لدى "الحزب" ثابتة سياسيّة وعقائديّة غير قابلة للتزحزح وهي الصمود حتّى النهاية في مواجهة العقوبات الّتي لن تدفعه أبدًا، حتّى لو فاقت قدرته على التحمّل، إلى تبديل موقعه المتقدّم في محور المقاومة أو تغيير خياراته المتعلّقة بالصراع مع العدو الإسرائيلي وقضايا المنطقة؛ ولذا فإنّ واشنطن تُضيّع وقتها في رهان لن تربحه بتاتًا".
وركّزت الأوساط على أنّ "حزب الله" يعتبر أنّ مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلينغسلي انتهك السيادة المالية للدولة اللبنانية من خلال الإملاءات المباشرة الّتي حملها معه إلى بيروت، تمامًا كما أنّ العدو الإسرائيلي ينتهك السيادة الوطنية من خلال الخروقات البريّة والجويّة والبحريّة"، مُدرجةً زيارة بللينغسلي في سياق "العدوان المالي الموصوف".
ونبّهت إلى أنّ "التسليم بالعقوبات الأميركية من دون أيّ مقاومة أو معارضة لها، سيشجّع واشنطن على زيادة جرعاتها وتوسيع بيكارها"، مشدّدةً على "خطورة أن تُحيّد الدولة نفسها عن هذا التحدّي وتتخلّى عن الحدّ الأدنى من مسؤوليّاتها وواجباتها حيال مواطنيها، وكأنّ العقوبات تفرض على شعب آخر".