يعدّ مرفأ بيروت مدخلا لاستقبال البضائع من مختلف أنحاء العالم، وعادةً عندما تصل باخرة اليه هناك إجراءات تتخذ لكي تحصل على موافقة الدخول، ومن بعدها تفريغ حمولتها. ولكن هذا ما لم يحصل بالأمس لأن المرفأ كان على موعد مع "فضيحة" لا تختلف عن سابقاتها سوى أن ضررها تجاوز ما هو موجود في الباخرة ليطال كلّ الإهراءات.
وفي التفاصيل، فقد وصلت الى ميناء بيروت باخرة محمّلة بأطنان من الذرة. وبحسب مصادر مطلعة على القضية فإن "المرحلة الأولى كانت مع الفحص الذي يجب اجراؤه من قبل وزارة الزراعة على الحمولة والمواد فيها، وهكذا حصل فقد قام مراقبو وزارة الزراعة بالفحوص اللازمة، ليتبيّن لهم نتيجة التحليلات أن كميات الذرة الموجودة غير صالحة وهي متعفّنة"، لافتة الى أنه "وفق الإجراءات القانونية، فإن تقرير وزارة الزراعة أساسي، ومن دونه لا يمكن افراغ الحمولة"، وتضيف المصادر: "أثناء إعداد المراقبين للتقرير، سمعوا ضجيجاً، وعندما توجّهوا إلى مصدر الصوت، اكتشفوا أن الموظفين في الإهراءات أفرغوا حوالي عشرين طناً من الحمولة دون انتظار نتائج الفحوصات".
تشير المصادر الى أن "مراقبي وزارة الزراعة طلبوا على الفور من الموظفين في الاهراءات التوقف عن إفراغ الحمولة لأنها غير صالحة"، والمفارقة بحسب المصادر أنه "وبعد وصول الأطنان الى الاهراءات تبيّن أن الذرة لم يصب فقط "بالعفن" بل إن المسألة أبعد من ذلك بكثير، إذ ان هذه الكميات تحتوي على "البراغيث"، لافتةً الى أن "المصيبة كانت هنا لأن حشرة "البرغوث" تنتقل في كل الإهراء، كما أن القيام بالتعقيم اللازم يمكن أن يقتل "التسوس" الموجود في الذرة ولكن لا يمكنه أن يقضي على حشرات "البرغوث" التي تنتشر بسرعة".
تلفت المصادر الى أن "جهاز أمن الدولة وضع يده على الحادثة وبدأ تحقيقاته فيها مع المعنيين في الإهراءات منذ لحظة تبلغه بما حصل"، مشيرة الى أن "الاجراءات التي سيتخذها لم تُعرف بعد بانتظار انتهاء التحقيقات"، مضيفةً: "في مثل هذه الحالات وبحسب ما ينصّ القانون فإن الجهاز يقوم على الفور بضبط الحمولة المفرغة وإتلافها وتوقيف الأشخاص المتورطين في الموضوع".
تذهب المصادر أبعد من ذلك لتسأل "هل يحصل هكذا موضوع عن طريق الخطأ؟ وماذا لو لم يتنبّه المعنيون الى المسألة ويقوموا بإيقاف الحمولة المفرغة"؟.
إذاً، يواصل أمن الدولة تحقيقاته في مرفأ بيروت لتحديد المسؤولين عما حدث في موضوع حمولة الذرة "الفاسدة" التي أفرغت. ولكن "هل سيتمّ توقيف المتورطين؟، وماذا عن حشرة "البرغوث" التي قد تكون انتشرت في ارجاء الأهراءات، وما هو مصير الكميات الكبيرة الموجودة أصلا"؟.