اعتبر نقيب محرري الصحافة جوزيف القصيفي خلال ندوة حول "صحافة الانتشار في خدمة لبنان" بسيدني "أن صحافة الانتشار حافظت على الهوية اللبنانية وعلى اللغة العربية في استراليا، وسائر بلدان الانتشار". وقال: "إن القضايا التي عالجتها صحافة الانتشار يمكن تلخيصها بالاتي، التصدي للظلم الذي حل باللبنانيين، وكشف النقاب عن أخبار المجاعة التي فتكت بهم إبان الحرب العالمية الكونية الأولى، ومواكبة الحركة السياسية والمؤتمرات الدولية التي أعقبت سقوط الإمبراطورية العثمانية، وتفكك ولاياتها بعد خسارتها الحرب. وما دار حولها من تجاذبات وما رسم من سيناريوهات".
وبعدما أشار القصيفي إلى أن الصحافة اللبنانية "لم تكن في معزل عن الخلافات السياسية والعقائدية التي كانت تعصف بلبنان"، انتقل إلى صحافة لبنان والانتشار، وخلص إلى أنها "لم تكن على الدرجة نفسها من الاهتمام بقضايا المنتشرين، ونظرت إلى الموضوع بعين المصالح الضيقة، وطغت الناحية المادية على أسلوب تعاطيها معهم". وأوضح أن "الأمر اختلف اليوم، وبات الإعلام اللبناني يولي الانتشار اهتماما أفضل من ذي قبل، كما بات يعتبر أنه طاقة جبارة يمكن أن تساعد على انتشال لبنان من المشكلات التي يعانيها، اذا احسنا التعامل معها، والإفادة من قدراتها".
وسجل القصيفي للصحافة اللبنانية في استراليا، "استمرارها في أداء رسالتها بصعوبة وثبات وتتبع أوضاع الوطن الام، وهي تفردت بين نظيراتها في "الدياسبورا" بأدوار بارزة في إبقاء شعلة الارتباط بالجذور والمنابت متقدة، وشكلت مع دور العبادة المسيحية والإسلامية والمدارس اللبنانية على اختلافها، ثالوثا نوعيا حافظ على الهوية الوطنية، وعزز الجامع المشترك بين اللبنانيين في هذه البلاد". ونوه القصيفي إلى "ما للنظام الاوسترالي المشهود له بمرونته من تأثير إيجابي في هذا المجال لأنه أتاح للوافدين الانخراط في المجتمع المحلي، من دون الذوبان فيه على قاعدة: الانخراط مطلوب والذوبان ممنوع".