لفت نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزيف القصيفي، إلى أنّ "صحافة الإنتشار حافظت على الهوية اللبنانية وعلى اللغة العربية في أستراليا، وسائر بلدان الانتشار".
وأوضح خلال محاضرة له في سيدني بدعوة من "المركز المركز الثقافي الأسترالي العربي (منتدى بطرس عنداري) في مركز جمعية "كفرحلدا" حول: "صحافة الإنتشار في خدمة لبنان"، أنّ "القضايا الّتي عالجتها صحافة الإنتشار يمكن تلخيصها بالآتي: أوّلًا التصدّي للظلم الّذي حلّ باللبنانيين، وكشف النقاب عن أخبار المجاعة الّتي فتكت بهم إبّان الحرب العالمية الكونيّة الأولى. ثانيًا مواكبة الحركة السياسيّة والمؤتمرات الدوليّة الّتي أعقبت سقوط الإمبراطوريّة العثمانيّة، وتفكّك ولاياتها بعد خسارتها الحرب، وما دار حولها من تجاذبات وما رسم من سيناريوهات".
وبيّن القصيفي أنّ "ثالثًا تفاعلها الإيجابي مع دولة لبنان الكبير الّتي أصبحت واقعًا منذ العام 1920، على الرغم من انقسام اللبنانيين في بادئ الأمر، بين مؤيّد ومعارض لها داع للوحدة ضمن إطار سوريا الطبيعية، أو صيغة عربية أشمل أو الإبقاء على حدود المتصرفية. ورابعًا إسهامها في النضال من أجل الاستقلال وإنهاء الانتداب الفرنسي".
وذكر أنّ "من القضايا أيضًا: خامسًا دعوتها الدولة اللبنانية إلى افتتاح بعثات دبلوماسيّة في بلدان الانتشار ترعى شؤون جالياتها، وتتابع أوضاع ابنائها، وسادسًا حثّ المنتشرين اللبنانيين على زيارة وطنهم الأم والتعرّف على جذورهم، والدعوة إلى كيان اغترابي جامع. وفي هذا المجال لا يخفى ما كان للصحافة اللبنانية المنتشرة في إطلاق "الجامعة الثقافية اللبنانية في العالم".
وأشار إلى أنّ "الصحافة اللبنانية لم تكن في معزل عن الخلافات السياسيّة والعقائديّة الّتي كانت تعصف بلبنان"، مركّزًا على أنّ "صحافة لبنان والانتشار لم تكن على الدرجة نفسها من الاهتمام بقضايا المنتشرين، ونظرت إلى الموضوع بعين المصالح الضيّقة، وطغت الناحية الماديّة على أسلوب تعاطيها معهم". وذكر أنّ "الأمر اختلف اليوم، وبات الإعلام اللبناني يولي الانتشار اهتمامًا أفضل من ذي قبل، كما بات يعتبر أنّه طاقة جبّارة يمكن أن تساعد على انتشال لبنان من المشكلات الّتي يعانيها، إذا أحسنّا التعامل معها والإفادة من قدراتها".
كما سجّل القصيفي للصحافة اللبنانية في أستراليا، "استمرارها في أداء رسالتها بصعوبة وثبات وتتبع أوضاع الوطن الأم، وهي تفرّدت بين نظيراتها في "الدياسبورا" بأدوار بارزة في إبقاء شعلة الارتباط بالجذور والمنابت متّقدة، وشكّلت مع دور العبادة المسيحيّة والإسلاميّة والمدارس اللبنانية على اختلافها، ثالوثًا نوعيًّا حافظ على الهوية الوطنية، وعزّز الجامع المشترك بين اللبنانيين في هذه البلاد".
ونوّه إلى ما للنظام الأسترالي "المشهود له بمرونته من تأثير إيجابي في هذا المجال، لأنّه أتاح للوافدين الانخراط في المجتمع المحلي، من دون الذوبان فيه على قاعدة: الانخراط مطلوب والذوبان ممنوع".
بعد المحاضرة، قدّم النقيب القصيفي درع نقابة المحررين إلى رئيس المركز الثقافي الأسترالي العربي الدكتور مصطفى علم الدين، وبدوره قدّم الأخير درع المركز إلى نقيب المحررين.