أكد عضو تكتل "لبنان القوي" النائب سليم عون أن العقوبات الأميركية على "حزب الله" كانت متوقّعة، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة دولة قادرة على أن تضرّ دولاً كبيرة، مشيراً إلى إرتباط لبنان بالأزمة الإقليميّة بالإضافة إلى أن لديه أزماته الخاصة.
وفي حديث لـ"النشرة"، أوضح النائب عون أنه من هذا المنطلق كان من المتوقع أن تطال العقوبات لبنان، لافتاً الى أن "كلّ الدول القريبة والبعيدة تشهد تحولات في وضعها، وبالتالي هناك أزمة على مستوى العالم تطال الجميع".
وشدّد على أن "التيار الوطني الحر" يقوم بخطوات لتحسين الوضع عبر مسار ديمقراطي يستغرق وقتاً، مشيراً إلى أنّه يبدأ عبر القضاء والمحاسبة لاستعادة الاموال المنهوبة، من هنا فانّ التكتّل تقدّم باقتراح قانون لرفع السرّية المصرفية، وعبر القيام بهذه الخطوة تنكشف الأمور ويُسأل كل فرد من أين لك هذا؟، ولأن بعض المتورطين قد يكون عليهم حصانات، قمنا بتقديم إقتراح آخر لرفع الحصانة عن كلّ الأشخاص، وهنا لم يعد بإمكان أحد الإحتماء بحصانته أو أن يعتبرها جواز سفر تسمح له بالقيام بما يريد"، مضيفاً: "بعد الإنتهاء من هذين المسارين يبقى استعادة الاموال لذا تقدمنا بإقتراح قانون لاستعادة الاموال المنهوبة"، معتبراً أن "هذه الإقتراحات أساسية في مسيرة الاصلاح، وبحال أُقرت وبدأ العمل بها، يمكن أن تساعد على ضخّ الأموال في خزينة الدولة وعلى تحسين الوضع الإقتصادي بشكل كبير".
في المقابل أجرى النائب عون مقارنة بين المسار الذي شرحه وبين ما قامت به العديد من الدول المحيطة في مرحلة الازمات التي مرت بها كإحتجاز أشخاص، ورفض فكّ أسرهم إلا بعد دفعهم لأموال باهظة وثروات أو مصادرة أموال أشخاص حصلوا عليها من جرّاء إستغلالهم لنفوذهم، مؤكداً أن "لبنان يتبع مساراً صحيحا لحل الأزمة بطريقة ديمقراطيّة تحتاج وقتاً، إضافة الى ذلك فإنه لا بنطاقه ولا بتركيبته يستطيع أن يتصرف بالشكل الذي تصرفت فيه دول أخرى".
من ناحية ثانية، رأى عضو تكتل "لبنان القوي" أن مؤتمر "سيدر" ضروري لإنقاذ الوضع، لكنه شدّد على أن هذا المؤتمر أساسي ويساعد ولكن ليس هو كلّ شيء، معتبراً أنه "إذا لم يحصل فنحن نستطيع ولدينا الإمكانيات للإنقاذ بالإجراءات التي يمكن إتخاذها"، موضحاً أنّ أهميّة "سيدر" تكمن بأنه يساعد على تسريع العمليّة.
وشدّد النائب عون على أننا نقوم بالعديد من الخطوات الفعّالة على هذا الطريق، كما حصل في ملفّ الكهرباء وغيره من الملفات، وأوضح أن تحقيقها يحتاج إلى بعض الوقت، مؤكّداً أن هناك أزمة إقتصادية في البلاد، إلا أن المشكلة الأكبر تكمن بوجود من يعمل على إستغلالها وتضخيمها، للقيام بضغوطات معيّنة.
من جهة ثانية، تطرّق النائب عون إلى السجال الذي حصل في جلسة مجلس النواب الأخيرة، بين أعضاء من التكتل ورئيس الحكومة سعد الحريري، على خلفيّة سحب أحد مشاريع القوانين المتعلقة بمنطقة المتن، موضحاً أنّ الهدف ليس التعدّي على صلاحيّات رئيس الحكومة أو القول أن ما قام به ليس من ضمنها.
وفي حين لفت إلى وجود العديد من الأفرقاء السياسيين الذين يريدون العمل على افساد العلاقة بين "التيار الوطني الحر" وتيار "المستقبل"، شدّد على أنه بالرغم من أهميّة ما حصل في تلك الجلسة، فإن هذا السجال لن يفسد في الودّ قضيّة بين التيارين.