نفى نزار زكا اللبناني المفرج عنه من سجون إيران "تدخّل "حزب الله" في الإفراج عنه"، لافتًا إلى أنّ "إيران عمَدت إلى تسليمه لـ"حزب الله" ورئيس الجمهورية ميشال عون، بغرض "حفظ ماء الوجه"، لكي لا يبدو النظام الإيراني وقد خضع لمطالب الجانب الأميركي في الإفراج عنه".
وأكّد في حديث صحافي، أنّ "عمليّة الإفراج عنه تمّت بصفقة أميركيّة، وأنّ كلًّا من لبنان و"حزب الله" كانا مجرّد واجهة وتمثيليّة". ولمّح إلى أنّ "الجانب الأميركي مع مجيء روبرت أوبراين لمنصب مستشار الأمن القومي الأميركي، يقترب من إبرام صفقة جديدة للإفراج عن معتقل أميركي آخر في السجون الإيرانية يرجّح أنه سيكون زيو وينغ"، العالم الأميركي في جامعة "برينستون" الّذي كان يدرس اللغة الفارسية في إيران وتمّ اعتقاله في آب 2016 واتهامه بالتجسس والحكم عليه بالسجن لعشر سنوات. ورجّح "هذا الإفراج القريب، بخاصّة بعد أن قامت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإخلاء سبيل نيجار غودسكاني الإيرانية الموقوفة في أستراليا وعادت إلى إيران".
وأوضح زكا "أنّه كان قد سافر إلى إيران بعد دعوة من نائبة الرئيس الإيراني للمشاركة كمتحدّث في مؤتمر في إيران عن تكنولوجيا المعلومات، لكنّه اعتقل وهو في طريقه إلى المطار عقب انتهاء المؤتمر"، مبيّنًا أنّهم "كانوا يريدون من القبض علي توصيل رسالة إلى الأميركيّين أنّ هناك فارقًا بين توقيع الاتفاق النووي وانفتاح إيران على العالم".
واتّهم الحرس الثوري الإيراني بـ"ممارسة التعذيب الجسدي والنفسي على مدى عام ونصف العام"، مشيرًا إلى "أنّه قابل نجل الرئيس السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، مهدي هاشمي، وعددًا من المعتقلين العراقيين والعالم الأميركي الصيني في جامعة "يرنستون" زيو وينغ، في زنزانة صغيرة تابعة لـ"الحرس الثوري" تضمّ حوالي 24 شخصًا".
وكشف أنّ "المفاوضات لإطلاق سراحي تمّت من قبل الأميركيين، وكان إطلاق سراحي بجهود أميركيّة حيث كان هناك خمسة معتقلين أميركيين في السجون الإيرانية. وأطلقت إيران سراحي تحت الضغط الأميركي، وقامت بإخراج قصّة وتمثيليّة أنّ الإفراج تمّ بوساطة وجهود الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، لأنّي لبناني حتّى لا تظهر للرأي العام أنّها خضعت للضغط الأميركي".
كما أفاد زكا بـ"أنّه أوصى باتخاذ موقّف موحّد من الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية مجتمعة، للضغط على إيران واتخاذ إجراءات عقابيّة للإفراج عن المعتقلين"، لافتًا إلى "تلاعب إيراني فيما يخصّ مصير المعتقلين من جنسيّات مزدوجة. هي تريد التفاوض مع كلّ دولة على حدة". ونوّه إلى أنّ "الإدارة الحالية ترفض الإفراج عن معتقلين إيرانيين مقابل إعطاء أموال لإيران على غرار إدارة الرئيس السابق باراك أوباما". وركّز على أنّ "ملف الرهائن ليس ملفا معقّدًا كبقيّة الملفات المتعلّقة بالبرنامج النووي والصاروخي وغيرها، ويمكن للإدارة الأميركية تحقيق انتصار سهل وسريع فيه خاصة".
ورأى أنّ "ما تقوم به الإدارة الأميركية من تشديد العقوبات هو أفضل السبل للضغط على إيران، لأنّ النظام الإيراني ماهر في التهرّب والالتفاف على العقوبات"، مؤكّدًا أنّ "الإدارة الأميركية تصرّفت بحكمة في الرد على الهجمات على شركة "أرامكو"، وتعاونت مع السعودية والدول الأوروبية للظهور بموقف موحّد من إدانة إيران".
وعن استراتيجيّة أقصى الضغط الّتي تتابعها الإدارة الأميركية للتوصّل إلى اتفاق جديد مع إيران، شدّد على أنّ "إيران في وضع لا تُحسد عليه، ولبنان أيضًا في وضع اقتصادي صعب و"حزب الله" يعاني شحّ الموارد المالية" وأوضح أنّ "الوضع داخل إيران سيئ للغاية والشعب الإيراني يعاني الجوع والضائقة، ليس بسبب العقوبات الأميركية وإنّما بسبب أنّ "الحرس الثوري" يستحوذ على موارد الدولة ويحوّلها إلى "فيلق القدس" و"حزب الله"، بدلًا من ضخّها في الاقتصاد لصالح الشعب الإيراني".