استأثرت أعمال الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي انعقدت في نيويورك منذ ايام على اهتمام المراقبين، اذ وضعت على جدول اعمالها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" بين مؤتمر المانحين لها ماديًّا، وبين التصويت على ولاية جديدة لها لمدة ثلاث سنوات على مرحتلين في تشرين الاول وكانون الاول المقبلين لقطع الطريق على الضغوط الاميركية–الاسرائيلية الهادفة الى انهاء عملها وتاليا شطب قضية اللاجئين وحق العودة وفق القرار الدولي 194.
وأبلغت مصادر فلسطينية "النشرة"، ان وكالة "الاونروا" تجاوزت الاستحقاق الاول بصعوبة، اذ تلقت تمويلاً اضافيًّا واستثنائيًّا من المملكة العربية السعودية ومن الاتحاد الأوروبي وفرنسا وايرلندا والامارات وتركيا واليابان يبلغ نحو 31 مليون دولار اميركي، وسيساهم في تقليص العجز المالي في ميزانيتها الاعتيادية الذي يقدر بـ120 مليون دولارليبقى نحو 89 مليون دولار.
غير ان التباسا حصل مع رئيس دائرة شؤون اللاجئين الدكتور أحمد أبو هولي، الذي أعلن بأن "الوكالة قد تلقت تمويلاً خلال مؤتمر التعهدات سيساهم في سد العجز المالي في ميزانيتها الإعتيادية الذي يقدر بــ120 مليون دولار، ويمكّنها من الخروج من أزمتها المالية للعام 2019، قبل ان يتبيّن ان جزءا من المساعدات التي اعلن عنها كانت مقرّرة سابقا، وفق ما أكد المتحدث الرسمي باسم الوكالة عدنان أبو حسنة الذي قال بأن "العجز المالي الذي تعاني منه "أونروا" قد انخفض من 120 مليون دولار إلى 89 مليون دولار"، مشيراً إلى أن "بعض التبرّعات التي أعلن عنها خلال مؤتمر جمع كبار المانحين للوكالة الذي عقد في نيويورك، ليست بالجديدة".
وتعاني "الاونروا" من عجز مالي كبير ومتراكم، بعدما أوقفت الولايات المتحدة الاميركية بقرار من رئيسها دونالد ترامب مساعداتها المالية البالغة نحو 300 مليون دولار سنويا، ما يقارب نحو ثلث موزانتهامنذ العام 2018، في اطار الضغط على القيادة الفلسطينية للقبول بـ"صفقة القرن" التي تريد انهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني عبر تصفية القضية وانهاء عمل الاونروا وشطب حق العودة، الامر الذي رفضه الفلسطينيون.
بينما أسفالكاتب علي هويدي عبر "النشرة"، لان الأزمة المالية للوكالة لا تزال موجودة، املا بجمع المزيد من التبرعات قبل نهاية العام الجاري...موضحا في الوقت ذاته، ان قلة الدعم المالي يعبر للأسف عن ضعف حجم الدعم السياسي والمعنوي للوكالة من قبل الدول المشاركة في مؤتمر التعهدات، فبقاء العجز المالي يعني المزيد من الإجراءات التقشفية من الوكالة، ويعني المزيد من التراجع في الخدمات.
من جهة اخرى، تتابع القوى الفلسطينية بقلق كبير معركة التجديد لولاية "الاونروا" لمدة ثلاث سنوات اضافيّة نتيجة الضغوط الاميركيّة المتزايدة،والّتي ستجري على مرحلتين، الاولى: في بداية شهر تشرين الأولالمقبل من قبل اللجنة الرابعة لمقاومة الاستعمار وهي برئاسة العراق، والمرحلة الثانية" في كانون الاول المقبل بمشاركة 193 دولة وهي الاهم.
واشار الكاتب هويدي، ان القلق ناجم عن التحذير اللافت الذي أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال اجتماع وزاري لدعم الأونروا عقد في المقر الدائم بنيويورك، من أن أي محاولات للحد من تفويضها "ستكون مدمّرة ومكلفة"، حيث اوضح إن وكالة الأونروا تدعم حوالي 5.4 مليون لاجئ فلسطيني في الشرق الأدنى وتلعب "دورا أساسيا"، قائلا "بالطبع، إن الأونروا قوة استقرار"، مضيفا إنه "يخشى من تخيل العواقب الهائلة إذا لم تكن الأونروا قادرة على العمل-ليس فقط الخسائر الإنسانية الكبيرة على الناس، ولكن أيضا المخاطر الجسيمة التي تهدد السلام والأمن في منطقة مضطربة"، مضيفا إنه إذا تم تغيير تفويض الوكالة والحد منه عند تجديده في غضون أسابيع قليلة، فستدفع "البلدان المضيفة واللاجئون أنفسهم الثمن الأعلى".