أكّد وزير الخارجية التركية الأسبق يشار ياكش، أنّ "حزب العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا بدأ يفقد قاعدته الشعبية، وهذا أمر طبيعي بعد البقاء في السلطة لفترة طويلة تصل إلى 17 عامًا، بالإضافة إلى أنّه ارتكب أخطاءً في السياسة الخارجية والاقتصاد".
ولفت في حديث صحافي، تعليقًا على استقالات أبرز مؤسسي "حزب العدالة والتنمية"، إلى أنّ "أحمد داوود أوغلو لم ينتظر قرار طرده من الحزب بعد تصريحاته الحادّة، فتقدّم باستقالته بعد إجماع الحزب على ذلك، بينما كان تصرّف علي باباجان مختلفاً، وقد زار الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وأخبره بأنه يخطط لتقديم استقالته، ورفض البقاء في الحزب رغم اقتراح أردوغان العمل معه".
وأوضح ياكش أنّ "داوود أوغلو وباباجان يعارضان تدهور الأوضاع الاقتصاديّة والديمقراطية والحريات في البلاد، وقد تكون لديهما فرصة للفوز بالانتخابات المقبلة على حساب الحزب الحاكم نتيجة فشله"، مشدّدًا على أنّ "مؤشّر حرية التعبير في البلاد في تراجعٍ مستمر ومن سيئ إلى أسوأ، والحزب الحاكم فشِل في تحقيق ما وعد به في سنواته الأولى".
وعلّق على التدخل التركي المباشر في سوريا، مشيرًا إلى أنّه "كان خطأ منذ اليوم الأول. لا ينبغي أن تتورّط تركيا في الشؤون الداخلية لسوريا. كان ينبغي أن تقتصر مشاركتها على الجوانب الإنسانية للأزمة، أمّا إرسال قواتها البريّة إلى دولة مجاورة، فهو أمر غير مقبول وفق القانون الدولي". ونوّه إلى أنّه "كان من الممكن أن تروّج تركيا لمصالحها الوطنية في سوريا من خلال تجنّب التدخّل العسكري المباشر في الأزمة".
أمّا في ما يتعلّق باحتمال إجراء انتخابات مبكرة في تركيا، فرأى أنّها "قد تصبح خيارًا إذا استطاع اردوغان تقدير حجم الهزيمة المتوقّعة لحزبه الحاكم خلال الانتخابات المقرر إجراؤها عام 2023".