كشف رئيس البرنامج الوطني للصحة النفسية في وزارة الصحة العامة الدكتور ربيع شمّاعي، خلال حلقة نقاشيّة في ختام "المؤتمر الإقليمي الثالث للشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمنظمة الزهايمر العالمية" الّذي نظّمته "جمعية الزهايمر- لبنان"، أنّ "ثمّة مشروع قانون للصحة النفسية في مجلس النواب حاليًّا".
وأعلن أنّ "وزارة الصحة العامة قرّرت المشروع سنة 2020 في وضع خطة وطنيّة لرعاية المصابين بالخرف بالتعاون مع "منظمة الصحة العالمية" وعدد من الجهات المعنيّة في لبنان، مثل "جمعية ألزهايمر لبنان". وأوضح أنّ "عمليّة إعداد هذه الخطة ستشمل التشاور والتعاون مع كل هذه الجهات"، مؤكّدًا أنّ "الخطة ستكون شاملة وتتعلّق بكلّ جوانب نظام رعاية المصابين بالخرف".
بدورها، ركّزت رئيسة مصلحة الرعاية الإجتماعية في وزارة الشؤون ندى فواز، على أنّ "الوزارة على أتمّ الاستعداد للمساعدة في وضع الخطة الوطنية"، مشدّدةً على "ضرورة أن تولى هذه الخطة اهتمامًا للجانب الاجتماعي المتعلق بالعبء الّذي ترتّبه رعاية المصابين بالخرف على عائلاتهم".
أمّا رئيس الجمعية الدكتور جورج كرم، فبيّن أنّ "نسبة المصابين بألزهايمر في لبنان هي 9 في المئة من كبار السن، وأنّ هدف الخطة الوطنية هو تخفيف العبء عن عائلات المصابين"، مشدّدًا على "أهميّة هذا الجانب الاجتماعي". وكشف أنّ "برنامجًا في وزارة الشؤون الإجتماعية كان يصنّف الخرف كإعاقة، يستحقّ صاحبها بطاقة معاق، ممّا يمنحه بعض التسهيلات والتقديمات. وتنفيذ هذا البرنامج مجمّد حاليًّا".
وأفاد بـ"أنّنا أعددنا مسودّة قانون يتيح لكبار السن في لبنان اتخاذ تدابير احترازية تحسّبًا لإمكان تدهور حالتهم الصحيّة أو فقدانهم الإدراك أو انعدام أهليّتهم نتيجة عوارض غالبًا ما تكون ناتجة عن التقدّم في السن. ويستحدث مشروع القانون آلية تتيح للمعنّي تفويض شخص موضع ثقة يوكله القيام بأعمال واتخاذ قرارات نيابة عنه".
من جهتها، ذكرت الرئيسة التنفيذية لمنظمة ألزهايمر العالمية باولا باربارينو، أنّ "في العالم اليوم 50 مليون شخص يعانون الخرف، وثمّة حالة خرف تنشأ كلّ ثلاث ثوانٍ"، مشيرةً إلى أنّ "في لبنان قُدّر عدد المصابين بالخرف بـ31 ألفًا في العام 2015، ويتوقّع أن يرتفع إلى 56 ألفًا في سنة 2030".
ورأت أنّ "أفضل طريقة لضمان الدعم عند التشخيص وبعده ومسارات الرعاية المناسبة للأشخاص المصابين والّذين يعتنون بهم في أي بلد، تتمثّل في وضع خطة عمل وطنية يتوافر لها التمويل اللازم"، لافتةً إلى أنّ "لبنان بما يتوافر فيه من مستشفيات وجامعات ووسائل إعلام، يمكنه أن يكون رائدًا وطليعيًّا في الشرق الأوسط في هذا المجال"، داعيةً لبنان إلى أن "يحذو حذو دول عدّة كثيرة في العالم، وأن يبدأ بالعمل إلى وضع خطة عمل وطنيّة في أقرب فرصة".