لفتت وزيرة الدولة للتمكين الاقتصادي للنساء والشباب فيوليت الصفدي، إلى أنّه "أن تهدم مدينة ليس لها من أصالة التاريخ شيء، لا يعوق إعادة بنائها عائق، ولكن أن يُقضى على معلم أثري تاريخي، فذلك إعدام له ولا حياة له بعد ذلك. لا بل تموت أجيال من البشر، تتناسل منها أجيال، لكن ماذا عن تدمير معلم أثري يرقى إلى آلاف السنين؟ يموت وليس من بديل".
وأوضحت خلال مشاركتها في إطلاق مكتب "اليونيسكو" الإقليمي في بيروت، ورشة عمل إقليميّة مدّتها 3 أيام عن "حماية الممتلكات الثقافية في النزاعات المسلحة"، مخصّصة للإناث العاملات في المجال العسكري من الأردن والعراق ولبنان، أنّ "ممّا يعزّز من دور المعالم الأثريّة أنّ خطاب الحجر قد يكون أكثر إفصاحًا وديمومة من خطاب البشر. فهو يأخذ بيدنا إلى مراحل من التاريخ لا يمكن تغييبها. هو الحافظ لها، ينبئنا عن حضارات عبرت، وعن أجيالٍ مرّت من هناك، وعن حكايا ومواقع ومعارك وأحداث"، منوّهةً إلى أنّ "كلّ أولئك بلسان أكثر بلاغة وتعبيرًا من لغة البشر، بل هو يتكلم لغات البشر جميعها".
وبيّنت الصفدي أنّه "كان للحروب المتنقّلة الّتي يشهدها العالم، والّتي ازدادت وتيرتها لا سيما في العالم العربي والإسلامي، على يد المجموعات التكفيريّة أن تسفر عن تدمير قسم كبير من تراث الإنسانيّة الّذي يعود إلى آلاف السنين، بحجج وذرائع دينيّة، والدين من ذلك براء". وثمّنت عاليًا أعمال هذه الورشة، "لِكونها الأولى من نوعها، محليًّا وعلى المستوى الدولي. فهي تندرج في إطار عمل "اليونيسكو" على توفير التدريب المناسب للقوات المسلحة، في مجال حماية الممتلكات الثقافية. ناهيك عن أّنها تؤشّر على واحد من منطلقات "اليونيسكو"، لجهة المساواة بين الجنسين؛ بما يعزّز من معرفة الإناث العاملات في القوات المسلحة ومن قدراتهن بما يعود إلى حماية هذه الممتلكات".
وشدّدت على أنّه "يسرّنا ويسعدنا، ونحن نرى الضباط من الإناث في القوات المسلحة، من العراق والأردن الشقيقين، وكذلك من لبنان، وهن يتدرّبن كما الرجال، على حماية الممتلكات الثقافية في بلادهن. وبهذا يعطين أمثولة بليغة عن دور المرأة في المجتمع، وأنّها الجناح الآخر مع الرجل وليست ضلعًا من أضلاعه".