أثنى راعي ابرشية مار مارون - كندا المطران بول مروان تابت، خلال ترؤسه قداسًا إلهيًا دعا اليه "اللقاء التشاوري" في مونتريال لراحة أنفس شهداء وضحايا الوطن - لبنان، على "مبادرة "اللقاء التشاوري" لتكريم شهداء لبنان وضحايا الحرب على أرضه، ليبقى ويستمر موئل حريات، ووطنا رغدا لكل اهله ومكوناته ومواطنيه. فحسنا فعلتم ولم تستكينوا. لقد أبقيتم اليد ممدودة وكلمة السواء. فالشهداء والضحايا والمعوقون وأهلهم من دون تفرقة يتطلعون اليكم لتبقوا أمناء على العهد وتترفعوا لتكونوا على قدر التضحيات وان تتحول الشعارات الوطنية الجامعة الى قرارات تنفيذية".
ولفت الى "أنكم أردتم هذا "اللقاء التشاوري" لتلتقوا حول ما هو خير جامع لكم وللعائلة اللبنانية الكندية، وأن تعززوا التزامكم الثقافي والسياسي لترقية الديمقراطية الكندية وتدعيم أركانها ومثلها العليا، أي الحرية والمساواة في المواطنية وإعلاء الولاء الدستوري للدولة. وأردتم لقاءكم مفتوحا، يعتمد الحوار العقلاني والشفافية، فلا يقصي أحدا ولا يفرض نفسه على أحد، بل هو دعوة صادقة ومحبة من أجل التبصر في رؤية متناغمة توافقية دون فرض ولا استئثار، بل بمودة وصفاء قلب لما فيه المصلحة الجاليوية. كما أردتموه ركنا من أركان الاندماج الوطني الكندي وخدمة الخير العام. ويقوم هذا الالتزام على التنافس من أجل الأفضل، لا كيدية فيه ولا تسفيه ولا إسفاف ولا مكابرة بل إلفة وكلمة طيبة وخطاب شفاف حول ما هو حالنا وما نتطلع إليه جميعا، كل حسب ضميره، فلا يدير الواحد منا ظهره للآخر بل نتكاتف دون أن يتنازل أي منا عن حقه الشخصي ورأيه الحر، بل نوجه قوانا ونحشد هممنا من أجل ما يجمعنا وهو كثير وواعد، لا ما يفرقنا، وهو على قلته، معيب ويحمل الضرر الفادح. هذا هو الهدف من اللقاء التشاوري".
واعتبر أن " شهداءنا يستحقون التكريم الأعلى، وها نحن ندخل في الذكرى المئوية لدولة لبنان الكبير والوطن في أزمة حادة تتعمق فيها الخلافات والتجاذبات وتتشعب حول معنى لبنان وحول موقعه. ويؤسفنا بل ويقلقنا، أن هناك من يحرس هذه الأزمة ويحول دون تجاوزها بل ويسعى الى تفتيت إرادة الصمود اللبنانية وإسقاط الدولة وتفكيك الرابطة المدنية. لذا، يجدر بنا ويليق أن نبقي راسخا في ذاكرتنا ما قاله البابا القديس يوحنا بولس الثاني "لبنان أكثر من بلد إنه رسالة". وعطفا واستكمالا للنداء البابوي هذا، والآن ونحن نواصل الجهد لطي صفحات الحرب والتنافر والتصادم، جاء تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأكثرية على قرار انشاء "أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" من شأنه أن يرسخ الدور الرسالي اللبناني للتقريب بين الاديان وصيانة التعددية وتدعيم قنوات الحوار بين دعاة الخير والوئام. لهذا من الخير النافع لنا، كأفراد ومواطنين كنديين وجالية لبنانية أن نبقي حوارنا مسؤولا ومثمرا، فلا نتصادم دون روية ولا نتعادى بالمجان، ولا نستعدي بعضنا بعضا فنضعف ونخسر مكانتنا".
ونوّه بـ" أنكم الآن، في الزمن الانتخابي في كندا، شهود على الديمقراطية إذ تسهمون في حواراتها وتفاعلاتها. وإننا نبارك كل ناخب وناخبة وكل مرشح ومرشحة أينما كان صوته وأينما كان موقعه الحزبي وخطه السياسي ونتمنى لكل منكم التوفيق في مسعاه لخدمة الخير العام".