أكد رئيس "المركز الكاثوليكي للإعلام" الأب عبدو أبو كسم، أنّ "وسائل الإعلام تمر اليوم بأزمتين متلازمتين وخطيرتين تؤثران بشكل مباشر على مسيرة الإعلام في لبنان"، لافتا الى أنّ "الأزمة الاولى مالية، اذ ان معظم المؤسسات الإعلامية تعاني من شح في مداخليها وهذا ما دفع الى اقفال عدد من اعرق الصحف والمحطات الاذاعية التلفزيونية؛ وللاسف ما زالت حقوق العاملين فيها غير مدفوعة". وأشار إلى أن "الازمة الثانية اخلاقية وهي ناتجة عن سوء استخدام شبكات التواصل الإجتماعي والمواقع الإلكترونية، فاختلط رواد هذه الشبكات برواد الصحافة، ودأب البعض منها على استثمار هذه الوسائل في سبيل نشر الاخبار الكاذبة والتعرض للمرجعيات الوطنية والدينية وتحقيرها والنيل من كرامتها. كما اصبحت بعض هذا الشبكات مساحة لاثارة العصبيات الدينية والتناحر بدل ان تكون ساحة للحوار والتلاقي".
وفي كلمة له خلال العشاء السنوي الذي يقيمه "المركز الكاثوليكي للاعلام" للاعلامين واهل الصحافة في لبنان، اوضح ابو كسم أن "هذه الازمات عالمية، ونتطلع الى وضع تشريع ينظّم ويضبط وضع شبكات التواصل الاجتماعي بما يضمن الحفاظ على الحريات العامة من جهة، ويكفل حسن التعاطي لمستخدميها من جهة اخرى".
وحيّا "المديرية العامة للأمن العام بشخص مديرها العام اللواء عباس ابراهيم والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بشخص العقيد جوزيف مسلم، ومكتب جرائم المعلوماتية بشخص المقدم البير خوري، على تعاونها لمعالجة العديد من القضايا بعيدًا عن الاضواء، حتّى نتخطى الازمات التي تحصل على شبكات التواصل الاجتماعي وتشوّه صورة الإعلاميين والصحافة"، كما حيّا "نقيب المحررين جوزيف القصيفي وممثل نقيب الصحافة على حضورهما في الحفل".
وأعلن ابو كسم "اننا سنطلق اليوم مشروع برنامج شبيبة المركز الكاثوليكي للاعلام، حيث سنسعى مع بعض المدربين ومع اجهزة الدولة الى انشاء دورات تدريبيّة لشبيبتنا على حسن استعمال هذه الوسائل والعمل من خلالها على نشر ثقافة الحوار والسلام من خلال الكنيسة وعلى مساحة الوطن".
وتوجه إلى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي حضر الحفل إلى جانب حشد من الشخصيات السياسية والدينية والإجتماعية والإعلامية، مؤكدا "اننا نلتقي حولكم كما في كل سنة اعلاميين واعلاميات على مائدة المحبة، بدعوة من رئيس اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام المطران بولس مطر لتكريم الاعلاميين ودعم نشاطات "المركز الكاثوليكي للاعلام"، الّذي طبعتم في ذاكرته الاعلامية صورة الراعي المحب والغيور على إعلاء شأن الكلمة ليستطيع من خلالها نور الحقيقة"، معتبرا ان "الحقيقة وللاسف نتفقدها اليوم في مجتمعنا واصبحت كالجوهرة النادرة نفتّش عنها في الدفاتر العتيقة لكننا بالكاد نتلمسها".