أكد مسؤول ملف النازحين السوريين في "حزب الله" النائب السابق نوار الساحلي، وجود تجاوب من قبل النازحين بعد الدعوة التي وجهها أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله إلى نازحي مدينة القصير ومحيطها، كاشفاً أن هناك مئات العائلات في عرسال تريد العودة إلى سوريا، لكنه لفت إلى أن هذا الملف بحاجة إلى العمل ولا يمكن أن يكون على قاعدة "كن فيكن"، معتبراً أن القطار وضع على السكة الصحيحة بوتيرة مقبولة.
وفي حديث لـ"النشرة"، أوضح الساحلي أن هناك قسماً كبيراً من النازحين يريد العودة منذ ما قبل دعوة السيد نصرالله، لكنه أشار إلى أنه بعد كلام أمين عام الحزب والمبادرة التي تقوم بها السلطات السورية، خصوصاً محافظ حمص طلال البرازي، بات هناك حماسة أكبر للعودة عند النازحين، لافتاً إلى وجود من يستوضح بعض الأمور وهناك من ينتظر من عاد سابقاً، لكنه أكد أنه بشكل عام هناك تبدلاً في المزاج عما كان عليه في السابق.
وكشف الساحلي أن منطقة القصير لها وضعية خاصة، نظراً إلى أنها كانت من أكثر المناطق التي شهدت مواجهات، ليس فقط بين الجيش السوري والجماعات المسلحة، ولكن بسبب خلافات بين العائلات والعشائر لافتاً إلى أن الوضعية معقدة ويتم العمل على مصالحات يقوم بها المعنيون في سوريا، مشيراً إلى بعض المخاوف لدى بعض النازحين من الوضع الأمني وخدمة العمل والإحتياط، مضيفاً: "كما أن هناك من هو خائف من التوقيف لأنه مرتكب".
ورداً على سؤال، اعتبر مسؤول ملف النازحين في "حزب الله" أن دعوة أمين عام الحزب جاءت رداً على الإتهامات التي كان يوجهها البعض بأنّه لا يريد عودة أهالي القصير وريفها إلى مناطقهم، مؤكّدا أن التشجيع ليس على العودة فقط بل ان الحظب مستعد لمساعدتهم على ذلك.
على صعيد متصل، أكد الساحلي عدم رضاه على طريقة التعاطي اللبناني مع هذا الموضوع باستثناء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي يناشد في كل مناسبة لحلّ هذا الملف، فان الحكومة شبه غائبة، مشيراً إلى أن وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب لم يعط أي تفويض من قبل الحكومة ليقوم بعمله، بالرغم من أنه وضع خطة ويحاول أن يعمل على هذا الصعيد، مشدداً على أن وزيرا لوحده لا يستطيع القيام بأي أمر بحال عدم وجود قرار حكومي واضح، قائلاً: "حتى اللحظة الحكومة متلكئة عن القيام بواجبها، في حين أن الجهاز الوحيد الذي يعمل هو الأمن العام".
وشدد الساحلي على أن التعاطي الجدّي يفترض التواصل مع الحكومة السورية، وأعرب عن أسفه لأن البعض في لبنان خائف من هذا الأمر، مستغرباً هذا الخوف في حين أن الدول العربية التي كانت تحارب سوريا تحاول، بطرق مباشرة أو غير مباشرة، إعادة الإتصال مع الحكومة السورية، كما أن الولايات المتحدة لم تعد تتحدث عن التغيير هناك، لافتاً إلى أن هذا التوجه لم يعد يحتمل "دلعاً" أو ترفاً سياسياً بل بات يضر بلبنان وبالإقتصاد اللبناني، ويشكل عبئاً على مختلف المجالات.
وخلص الساحلي الى اعتبار أن المشكلة تحمل وجهين، الأوّل داخلي والثاني خارجي، لكنّها في الأساسي خارجية، وفي حال إتخاذ قرار داخلي بالتصدّي لها فنحن نستطيع على تخطيها، موضحًا ان الضغط على المجتمع الدولي لتأمين المساعدات للنازحين في بلادهم ممكنة في حال قررت الحكومة اللبنانية التواصل مع نظيرتها السورية لتنظيم العودة، قائلاً: "قادرون على الضغط بشرط الإتفاق مع الجانب السوري".