اكد رئيس الجمهورية ميشال عون ان "لبنان سيخرج من الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها حاليا وان الاجراءات التي تتخذ على الصعيدين الاقتصادي والمالي من شأنها ان تعيد العافية الى الاقتصاد الوطني وقطاعات الانتاج"، لافتاً إلى أن "لبنان قادر على مواجهة الضغوط التي يتعرض لها من الداخل والخارج، خصوصا ان الوحدة الوطنية مصانة والخلافات السياسية لا تؤثر على الموقف الوطني العام".
وخلال استقباله راعي ابرشية نيويورك وسائر اميركا الشمالية للروم الارثوذكس المتروبوليت جوزف زحلاوي، اشار الرئيس عون الى ان "الاتصالات التي قام بها خلال الثماني والاربعين الساعة الماضية حققت نتائج ايجابية على صعيد التحركات المطلبية للصيارفة واصحاب محطات المحروقات، وانه سيواصل هذه المساعي لحل بقية المسائل العالقة".
كما استقبل الرئيس عون رئيس "حركة الاستقلال" النائب ميشال معوض واجرى معه جولة افق تناولت التطورات الراهنة محليا واقليميا.
ولفت معوض بعد اللقاء إلى "إنني بحثت مع الرئيس عون في كل المشاكل التي نعاني منها انطلاقًا من التصور الذي جمعه الرئيس عون في الورقة الاقتصادية التي صدرت بعد لقاء بعبدا الاقتصادي، يعلم الجميع اننا نمر بأوضاع اقتصادية ومالية هي الأكثر دقّةً في تاريخ لبنان الحديث وما وصلنا اليه بطبيعة الحال هو نتيجة تراكمات كبيرة تتحمل مسؤوليتها كافة الأطراف التي شاركت في الحكم وصولًا الى اليوم، لذلك فإن تراشق الاتهامات لا ينفع ابدًا في وقت ان الهيكل قد ينهار على رأس الجميع".
وأشار إلى أن "المطلوب هو التفاهم والتعاون بدل التراشق، وأن تستنهض مكونات الحكومة نشاطها ونبدأ الإصلاحات اليوم قبل الغد، ونطبق سياسة النأي بالنفس بشكل كامل كي نحافظ على شبكة امان دولية، لأنه إذا استمرينا بالجدال حول جنس الملائكة ومحاولة التهرب من الإصلاحات كي يحافظ البعض على ما يعتبره مكتسبات سينهار كل شيء ولن يبقى أي مكتسبات لأحد.اما إذا بدأنا الإصلاحات الجدية اليوم قبل الغد وضربنا بيد من حديد كافة مكامن الهدر والفساد ونفذنا إصلاحات بنيوية جريئة لتحقيق خفض جدي للعجز في الموازنة واستعادة تدريجية لتوازن ميزان المدفوعات، وتخفيض حجم القطاع العام ودعم القطاعات المنتجة، ففي هذه الحالة فقط من الممكن ان نخلّص بلدنا"، مؤكداً أن "المطلوب اليوم تكاتف الجميع قبل ان يندموا لاحقًا، قدرنا ليس الانهيار انما الأمور تحتاج الى جرأة وشفافية".
كذلك، استقبل الرئيس عون رئيسة الكتلة الشعبية السيدة ميريام سكاف التي نقلت اليه دعوة للمشاركة في القداس الذي يُقام بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة لرحيل النائب والوزير السابق إيلي سكاف في مقام سيدة زحلة والبقاع.
كما تناول اللقاء مجمل الأوضاع العامة التي تشهدها البلاد، لاسيما التطورات الأخيرة والوضعين السياسي والاقتصادي. ولفتت سكاف بعد اللقاء الى أن الرئيس عون أكد على متابعته الدقيقة لعملية مكافحة الهدر والفساد.