أكّد وزير الصناعة وائل ابو فاعور، في "المؤتمر الاستثماري اللبناني - الاماراتي" في ابو ظبي، أن "دولة الامارات مشكورة قيادة وشعبا على استضافة المؤتمر الذي بمعناه الاقتصادي، هو مؤتمر لتطوير التبادل التجاري والاستثماري بين لبنان ودولة الامارات العربية المتحدة. لكن بمعناه السياسي والاخوي الأوسع هو إعادة وضع لبنان الى طريق استعادة عافيته العربية وعلاقاته العربية التي سعى ويسعى رئيس الحكومة سعد الحريري الى تحقيق ذلك، بعد أيام خيل للبعض فيها أن لبنان يمكن أن يكون في فلك غير الفلك العربي او انتماء غير الانتماء العربي"، مشيرًا الى أن "العنوان الذي دعيت للحديث عنه هو الأمن الغذائي. فمن موقعي كوزير للصناعة يمكن أن أقارب هذا الأمر بمقاربة تقنية، لكن من موقعي السياسي لا أستطيع أن أقاربه إلا من الزاوية السياسية بمعناه كجزء من الأمن القومي العربي".
ولفت ابو فاعور الى أن "هذا الأمن القومي العربي ينخر كالغربال في هذه الايام بالتحديات والتدخلات والاعتداءات من كل حدب وصوب. وانني اذ اعبر عن اعجابي بتجربة دولة الامارات العربية المتحدة التي سارت بخطوات واثقة ومدروسة وبنت استراتيجيتها الوطنية، لا بل انها خصصت وزارة دولة لشؤون الأمن الغذائي والتي تحولت من دولة آمنة غذائيًا الى دولة رائدة في الأمن الغذائي".
وأوضح أن "الفجوة الغذائية الكبيرة التي عشناها ونعيشها في وطننا العربي لأسباب عديدة، منها زيادة عدد السكان، ندرة المياه، ندرة الاراضي الزراعية واجتياحها بالعمران في اكثر من دولة عربية، الاستخدام السيء للموارد الطبيعية والامكانات الزراعية، غياب الرؤى والسياسات العامة وضعف التعاون والاستثمار في الامكانات التفاضلية بين الدول العربية، رغم وجود نماذج تحتذى مثل التعاون بين الامارات ومصر والتعاون البحريني - السوداني في هذه المجالات".
واعتبر أن "قطاع الصناعات الغذائية في لبنان هو واحد من القطاعات الصناعية الاساسية، لا بل يعتبر من اهم واقدم القطاعات الصناعية، حيث لدينا 1500 مصنع مسجل لدى وزارة الصناعة، يعني حوالى 26% من حجم الصناعات اللبنانية، وهناك 178 منتجا لبنانيا في مجال الصناعات الغذائية والصادرات الصناعية الغذائية هي تقريبا 20% من حجم الصادرات"، منوهًا بأن "بالمعنى المادي المباشر، نحن نحتاج الى طريقة وتعاون من اجل رفع قيمة التبادل التجاري بين لبنان والامارات. واذا نظرنا الى ارقام الـ 2018 بلغت الصادرات اللبنانية الى الامارات 457 مليون دولار. وبلغت الواردات من الامارات 588 مليون دولار. يعني ان العجز بقيمة 131 مليون دولار، ونحن نستطيع ان نرفع حجم التبادل بشكل كبير".
واقترح أبو فاعور "عقد لقاء مشترك يكون مخصصا لمسألة التبادل في القطاعات الصناعية الغذائية والزراعية ولدينا الكثير من البرامج التي نسعى عبرها الى رفع مستوى هذه الصناعات. وننفذ هذه البرامج مع منظمة الامم المتحدة للتنمية الصناعية ومع الاتحاد الاوروبي وعدد من الدول الاوروبية التي تسعى الى تحسين جودة الانتاج الزراعي في لبنان. وهناك أيضا مشروع المناطق الصناعية الجديدة الذي تحدث عنه الرئيس الحريري، وقد بدأنا بسبع مناطق صناعية تمتد عبر الاراضي اللبنانية وبعضها قريب من مناطق زراعية غنية للاستفادة منها في التصنيع الغذائي. واكرر الشكر والتمني بان نعمل سويا من اجل وضع سياسات مركزة وهادفة بين لبنان والامارات علنا ننتقل من التبعية الغذائية الى السيادة الغذائية التي تعتبر اولى مداميك الامن القومي العربي".