أكد مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الروسية النائب السابق أمل أبو زيد، في حديث لـ"النشرة"، إصرار "التيار الوطني الحر" على إدخال الإصلاحات في مشروع موازنة العام 2020، مشيراً إلى الورقة الإصلاحية التي تقدم بها التيار في ظل الأزمة التي تمر بها البلاد.
وشدد أبو زيد على أن هذه الإصلاحات أساسية وتتجاوب مع مطالب اللبنانيين بمكافحة الفساد والهدر وأمور محورية أخرى، مشيراً إلى أن الورقة تضمنت الغاء بعض الوزارات كوزارة المهجرين، التي أكد وزيرها غسان عطالله أنه يحتاج الى سنتين لانهاء الملفات واقفال الوزارة، وشملت إنهاء دور بعض المجالس كمجلس الإنماء والإعمار ومجلس الجنوب، بالإضافة إلى تخفيض العجز عبر خفض عدد الأبنية المستأجرة.
وأشار أبو زيد إلى أهمية مناقشة هذه الورقة في مجلسي النواب والوزراء، معتبراً أنه بعد النقاش يجب التوصل الى قواسم مشتركة بين مختلف الجهات يتم ادخالها في الموازنة وتكون مفيدة، مؤكدا أنه "في حال اردنا ايجاد حلول مستدامة، قادرون على ذلك خلال اسبوعين، والقيام بمناقشة التعديلات شرط أن تصب في مصلحة البلد".
من جهة ثانية، تطرق أمل أبو زيد الى أزمة الدولار التي حصلت في الأسبوعين الماضيين وتفاقمت خلال سفر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى نيويورك، لافتاً إلى أن عون لطالما أكد أن لبنان منهوب ومسروق جراء السياسات الخاطئة التي اعتمدت سابقا، مشدداً على أن هناك أزمة دون شك ولكن هي غير مستعصية على الحل، مشيرا إلى أنه بعد عودة رئيس الجمهورية من الخارج تم تدارك الموضوع، وتبيّن أن هناك من يسعى إلى تحميل الرئيس مسؤولية الوضع الحالي".
وفيما خص كلام السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبيكين حول مخاوفه من أن يكون الأميركيون يهيئون لفوضى في لبنان، لفت أبو زيد إلى أن الدول الخمس الكبرى تركز على الاستقرار الأمني والاجتماعي في لبنان، لافتاً إلى أن زاسبكين يعتبر أنه "في ظل كل ما يحدث والسياسة التي تنتهجها أميركا في لبنان واعتبار ان ايران وحزب الله يقفان بوجه السياسة الاميركية، فهل هذا يعني ان الاميركيين يريدون أن يذهب لبنان الى حافة الانهيار؟ واذا حصل ذلك فان حزب الله هو المستفيد"!؟.
كما تطرق أبو زيد إلى ملف العقوبات الأميركية، معتبراً أن هذه المسألة ليست جديدة، حيث بدأت في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما، واستكملت مع الرئيس الاميركي الحالي دونالد ترامب، لكنه أشار إلى أن الاستقرار في لبنان مطلب لجميع الدول، ورأى أن الأفق غير مسدود، لافتاً إلى أن الصغوط تفرض على لبنان لسببين: الأول الزامية لتوطين الفلسطينيين، والثاني ملف النازحين السوريين، مذكراً بأن عون أكد في أكثر من مناسبة أنه لن يقبل أن يبقى موضوع النازحين السوريين على ما هو عليه اليوم، خصوصاً أن لبنان يتحمّل عبئاً كبيراً نتيجة وجود هؤلاء فيه.
وحول ذكرى 13 تشرين التي يستعدّ "التيار الوطني الحرّ" لاحيائها الاحد المقبل في الحدث، أشار أبو زيد الى أنها "مناسبة لاستذكار الذي حصل في العام 1990 على أثر الهجوم على القصر الجمهوري في بعبدا، ولاثبات أن الرئيس عون لم يعط توقيعه على أي وثيقة، وأثبتت التجارب أنه على حق"، لافتا الى أن "العونيين سيشاركون في هذه الذكرى ورسالتهم أن لبنان موجود ونبض العونيين لا يزال كما هو، والهدف الأساسي منه هو أن يكون لدينا جمهورية قوية بعيدة عن أي تأثيرات خارجية وقادرون على تحقيق ذلك".