مع إقتراب كلّ فصل شتاء يعود الحديث مجدداً عن تنظيف مجاري الطرقات خوفاً من طوفان المياه والتسبب بأضرار جسيمة وبازدحام سير خانق يعلق بها المواطنون ساعات وساعات. لم ينس الناس بعد مشهد السيول في مناطق عديدة العام الماضي، والتي وصلت الى حدّ دخولها الى المحال التجارية وبعض المنازل وتضرر العديد من السيارات.
وكما في كلّ عام ومع تكرار المشهد يتم تبادل الاتهامات بين وزارة الأشغال والبلديات، فمن المسؤول ومن المقصّر؟ هذا العام قبل هطول الأمطار بدأت الإستعدادات بحسب مدير مكتب وزير الاشغال شكيب خوري لهذا الموضوع، مشددا على أن " وزارة الاشغال قامت فيما خص موسم شتاء 2019-2020 باجراء تلزيم اشغال تنظيف وتصريف مياه الامطار والمجاري الصحية والتي تشمل مختلف الطرقات الدولية والاوتوسترادات التي يقع عاتق ومسؤولية اعمالها على عاتق وزارة الاشغال وقد بدأ المتعهدون المكلفون بتلك الاعمال منذ منتصف أيلول بأعمال التنظيف والتأهيل على تلك الشبكة مع اعطاء الاولوية لنقاط تسمى "سوداء" وتشهد فياضانات".
"كلّ الكلام بأن العام الماضي هطلت الأمطار وعلقت الناس في السيارات لأن اعمال تنظيف مجاري الطرقات لم تتم بالطريقة الصحيحة هو غير دقيق". هذا ما يؤكده خوري، لافتا الى أن "المتعهدين قاموا بواجباتهم كاملةً ولكن المشكلة أن كمية الأمطار التي هطلت كبيرة وفي نفس الوقت مجاري الطرقات ضيقة وقديمة وتشهد كميات من النفايات، ولكن حصل ما حصل".
خوري يؤكد أن "تنظيف مجاري الطرقات الدولية من مهمتها أما الطرقات الداخلية فهي من مهام البلديات وهي التي يجب عليها أن تلعب دورها". وهنا يلفت عضو بلدية الشويفات هشام الريشاني في حديث لـ"النشرة" الى أن "تنظيف مجرى نفق المطار هو من مهمة وزارة الأشغال بالتعاون مع بلدية الشويفات والأعمال هناك بدأت ايضا"، ويوضح أن "البلدية ماضية بتنظيف المجاري بنطاقها منذ خمسة عشر يوماً وتحديداً طريق صيدا القديمة".
يشير هشام الريشاني الى أنه "في العام الماضي فاضت المياه بجانب "المول" في الشويفات وتسببت بأضرار كبيرة، وقمنا بتغيير الشبكة وتوسيع المجاري حتى لا يتكرّر ما حصل العام الماضي". بدوره رئيس بلدية انطلياس ايلي أبو جودة يرفض أن تتحمّل البلدية مسؤولية الفيضان الذي حصل العام الماضي في النهر والسيول التي نتجت عنه والتي اجتاحت شوارع المنطقة، وحمّل عبر "النشرة" مسؤوليّة "تنظيف مجرى النهر لوزارة الطاقة" واتهمها "بالتقاعس عن القيام بواجباتها".
"قمنا بتنظيف كلّ المجاري على الطرقات الداخلية في انطلياس استعداداً لفصل الشتاء". هذا ما يؤكده ايلي أبو جودة، مشيراً الى أنه أرسل كتاباً الى وزارة الطاقة يسألها فيه عن مسألة تنظيف نهر انطلياس "وفي حال لم ترد القيام بمهمتها فلنبحث ماذا يمكن أن تفعل البلدية في هذا الخصوص ولكننا لم نلقَ جواباً حتى الساعة منها". بدورها مصادر وزارة الطاقة أكدت لـ"النشرة" أن "وزيرة الطاقة ندى البستاني أوعزت الى المعنيين لتنظيف مجاري الانهر في جبل لبنان، وخلال خمسة عشر يوماً ستبدأ الأعمال بعد أن تكون انتهت المناقصات وحُدّدت الشركة التي ستقوم بهذه الاعمال".
رغم الحديث عن أن الإستعدادات للشتاء تسير على قدم وساق وعملية فتح مجاري الطرقات تتمّ، إلا أن المشهد المتوقع قد لا يكون على قدر هذا الكلام وهنا يبقى السؤال الأهمّ: هل فعلاً كمية الشتاء التي تهطل كبيرة ومجاري الطرقات قديمة؟ أم هو تقصير من المتعهّدين الذين يقومون بعمليات التنظيف؟ ولماذا لا يُحاسب المقصّر؟!.