تحلّ ذكرى 13 تشرين الأول التي يستعدّ "التيار الوطني الحر" لاحيائها بطريقة مختلفة عن بقية الأعوام التي مرّت خصوصاً وأنها تأتي على أعتاب مرور ثلاث سنوات على تولي مؤسس هذا "التيار" رئاسة الجمهورية. وانطلاقا من أهميّة الذكرى، التي منها وقبل 29 عاماً بدأ العونيون مسيرة نضالهم، والتي تأتي في لحظة سياسية حساسة، يستعدّ "التيار الوطني الحر" لأكبر حشد في ساحة الحدت الاحد المقبل الساعة الخامسة بعد الظهر.
"من يزور مقرّ التيار الوطني الحرّ في ميرنا الشالوحي يجده قد تحوّل لخلية إجتماعات والسبب أن ذكرى 13 تشرين التي يُحضر لأوسع مشاركة للتيار فيها عزيزة عليه وتأتي في لحظة سياسية مفصلية". هذا ما تؤكده مصادر مطلعة عبر "النشرة"، لافتة الى أن "التحضيرات في هذا المجال تسير على قدم وساق ولا تقتصر على الدعوات الرسمية، فحتى مكاتب الأقضية والمسؤولين فيها بدأوا منذ مدّة عقد الإجتماعات سعياً لتأمين أوسع مشاركة للمنتسبين في المناطق في احتفال الحدث".
"الحدث"... لماذا؟!
هنا تشرح نائب رئيس "التيار الوطني الحر" للشؤون الادارية مارتين نجم كتيلي أنه "تم اختيار الحدت لسببين: الأول أنه في 13 تشرين استشهد عدد من أبنائها على مدخل الكنيسة، والثاني ان أهلها جزء من المقاومة التي حدثت في 13 تشرين".
تشير مارتين نجم كتيلي في حديث لـ"النشرة" أن "لإختيار المكان رمزية سياسية أيضاً فمنطقة الحدت قريبة من بعبدا ومن القصر الجمهوري، وهذا التجمع يأتي في لحظة سياسية يتعرض فيها رئيس الجمهورية ميشال عون لحملة افتراءات، والهدف من الحشد للذكرى ليس التهديد بالشارع بل للتذكير أن في بعبدا رئيس هو من رحم شعب مؤمن بنهجه"، لافتة أيضاً الى أن "الرسالة موجهة الى كلّ من يحاولون تحويل 13 تشرين الى 13 تشرين إقتصادي بهدف ضرب "العهد" وزرع "التململ" في نفوس الناس نتيجة الأوضاع الصعبة".
البرنامج ونوعية الحضور
يُقسّم برنامج الإحتفال الى عدّة محاور ويتضمّن إضافة الى القداس الالهي لقاءً مع أِشخاص عايشوا تلك الحقبة، تكريم لشهداء 13 تشرين إضافة الى انتساب 4 آلاف محازب جديد. هنا تلفت مارتين نجم كتيلي الى أن " ذكرى 13 تشرين عزيزة علينا وليست المرّة الأولى التي نحتفل بها وأردنا هذا العام أن نضمّ اليها "المنتسبين الجدد" الذين يؤمنون أن "التيار الوطني الحرّ" نضاله شفاف وحقيقي ويمثل مبادئهم"، مشيرة الى أنه "سيشارك في الاحتفال عائلات الشهداء العسكريين والمدنيين، العسكريون المتقاعدون، المنتسبون الجدد الى "التيار" إضافة الى المناصرين والمحازبين لـ"التيار الوطني الحر".
الرسائل السياسية؟!
وتزامناً مع رمزية المكان وأهمية الذكرى سيطلق رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل بحسب مصادر مطلعة جملة رسائل فحواها أننا "من سعينا الى بناء الدولة القوية العادلة ولن نقبل بأي شكل من الأشكال أن نُحمّل مسؤولية الوضع اليوم، خصوصاً وأنه أتى نتيجة سنوات من الممارسات السياسية الخاطئة كما لن نقبل في نفس الوقت بالمسّ بكرامة رئيس الدولة".
صحيح أن الحشد الذي يحضّر له العونيون في الحدت ضخم ويأتي تحت شعار "ماض للغد"، لكنه في مضمونه يصب في خانة تجديد "العهد" واطلاق الرسائل أن من يجلس في بعبدا ليس أي رئيس وأن التعامل معه لا يمكن أن يكون تحت قاعدة "حملة فلّ" من أي كان!.