اعتبر عضو مجلس الشعب السوري النائب أحمد مرعي أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يهدف من عملية "نبع السلام" في شمال سوريا إلى حفظ ماء وجهه في الداخل التركي، لافتاً إلى أن "أردوغان يطمح لأن يكون بطلاً قومياً وأن يكتب التاريخ أنه هو من عمل على محاربة الأكراد لحفظ الأمن القومي التركي ومواجهة الخطر الذي يراه الأتراك في الأكراد".
وفي حديث مع "النشرة"، رأى مرعي أن "أحداث شمال سوريا تظهر تفهماً من قبل جميع الدول للهواجس التركيّة المتمثّلة بالإدّعاءات بأنّ وجود الأكراد على الحدود يشكل خطراً على الأمن القومي"، مشيراً إلى أن "الهجوم التركي يهدف إلى إبعاد أكراد سوريا عن الحدود التركية كي لا يشكلوا خطاً واحداً مع باقي الأكراد".
ولفت مرعي إلى أن "ما سبق هو الهدف المعلن من العمليّة، إلا أنّ العنوان غير المعلن هو محاولة إيجاد مساحة جغرافيّة على الأراضي السورية لإعادة النازحين السوريين إليها من داخل تركيا، وبالتالي إحداث تغيير ديمغرافي شمالي البلاد"، مشيراً إلى أن "المشكلة هي في أن الأكراد لم يتنبهوا لهذه المؤامرة منذ بدأت أحداث عفرين واليوم أنظروا أين أصبح الأتراك"!.
وأوضح مرعي أن "الرئيس التركي دائماً ما كان يلعب ورقة موقع تركيا الجغرافي في جميع الملفّات، أي وجود بلاده بين أوروبا وروسيا وايران، وفي هذه المعركة لعب هذه الورقة مجدداً مع ورقة وجود عدد كبير من النازحين السوريين في الداخل التركي ما أجبر الأوروبيين على السكوت أمام هذه العمليّة".
وبما يخصّ دور الدول الفاعلة في المنطقة، رأى مرعي أن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يريد خسارة تركيا، كما أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يريد خسارة أردوغان بعد النجاحات التي حقّقها على كافة المستويات الاقتصاديّة والأمنيّة والسياسيّة في العلاقة بين الدولتين"، مشيراً إلى أن "بوتين اتخذ موقفاً حيادياً بتفهّمه لهواجس أنقرة من جهة، ولاحترامه استقلال وسيادة الدولة السوريّة على كافة الأراضي السوريّة من جهة أخرى".
وأكد مرعي أن "السؤال الأهم في ما يحصل هو إلى أي مدى ستستمر العملية"؟، مشيراً إلى أنه "وفق القراءة العامة يظهر أن عمرها لن يكون طويلاً، ففي الداخل التركي، ورغم صعوبة خروج أيّ حزب تركي لرفض العملية كون الموضوع الكردي مسألة حساسة وقومية عند الأتراك، إلا أن الأحزاب التركية لن تقبل باستمرار العملية لفترة طويلة".
في هذا السياق، شدّد مرعي على أن "الدور الأبرز سيكون لروسيا وايران الداعمتين لاستقلال وسيادة سوريا"، مذكراً بـ"زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للعراق أثناء التحضير للعمليّة، وهذا يظهر أن للعراق الدور في حل هذه الأزمة وفي فتح حوار بين السوريين والأكراد لعودتهم إلى كنف الوطن دون شروط وكما كان الوضع في الماضي".
أما بالنسبة إلى الموقف السوري، أشار مرعي إلى أن "المشكلة اليوم هي كثرة الملفّات المطروحة في سوريا، والانشغال في معركة إدلب. لذا ما تعمل له سوريا بالتعاون مع الحلفاء الروس والإيرانيين هو فتح حوار مع الأتراك والأكراد للوصول إلى حلّ نهائي"، مستبعداً أيّ "تدخل عسكري أميركي، لأنّ السياسة الأميركيّة تاريخياً كانت تأخذ خطوة إلى الوراء في أيّ حدث ومراقبة الوضع قبل اتخاذ الموقف، إضافة لموقف ترامب حين أعلن بشكل غير مباشر التخلّي عن الأكراد".