بادرت جمعية "نسروتو" بالتنسيق مع الفيدراليّة الدوليّة لمكافحة المخدرات، إلى تنظيم المؤتمر الإقليمي الآسيوي لمكافحة المخدرات في ولاية كيرالا في دولة الهند، بعنوان "معًا لمكافحة القضايا المتعلقة بالمخدِّرات"، وبدعم من: مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة، حاكم ولاية كيرالا، "البنك الفيدرالي"، أوتيل "شيراتون" في كوتشي- الهند؛ وبإدارة "فورس ويف فاونديشن" الّتي هي عضو في الفيدرالية الدولية. وقد شاركت 28 دولة في هذا المؤتمر من خلال 150 مشاركًا، واستمرّ المؤتمر ثلاثة أيّام.
افتتحت المؤتمر ممثّلة قارة آسيا في الفيدراليّة الدوليّة ومديرة جمعية "نسروتو" ريما سعاده الترك، وشارك فيه رئيس جمعية "نُسروتو"- الأناشيد الأب مروان غانم، الّذي كانت له مداخلات عدّة حول مشكلة المخدّرات، وخصوصًا مع ممثّلين عن دولة قطر والهند والسويد وبنغلادش، ومع إرساليّات مختلفة من مختلف مقاطعات هنديّة.
في الجلسة الإفتتاحيّة، لفت حاكم ولاية كيرالاشري أريف محمد خان، إلى حماسه واهتمامه لرعاية هذا المؤتمر لمكافحة المخدرات، وإلى استعداده لـ"المساعدة الدائمة لحماية الشباب من هذه الآفة بالطرق الّتي تجدها الفيدراليّة مناسبة"، ورغبته في تنظيم مؤتمر مماثل سنويًّا لمكافحة المخدرات وأضرارها.
كما كرّم منظّمو المؤتمر "Fourth Wave Foundation"، الرئيس الدولي للفيدراليّة Esbjorn Hornberg، على "جهوده ونشاطه ودعمه الدائم لمكافحة المخدرات عبر العالم". وكرّموا أيضًا مدير البنك الفيدرالي في الهند بلاغوبال شاندرا شيخار، على المساهمة في رعاية المؤتمر.
وقد ركّزت الترك خلال اليوم الأوّل، في موضوع تشريع زراعة القنب في لبنان، على أنّ "مجتمعنا بخطر، ما تغضّوا النظر. لا لتشريع زراعة الحشيشة"، شارحةً موقف شبكة المجتمعات العلاجيّة من تشريع زراعة القنب لغايات طبيّة في لبنان". وأوضحت أنّ "هناك غموضًا في الدراسات في لبنان والدراسات الطبيّة غير حاسمة، وغموض حول الجدوى الإقتصادية، غموض حول إمكانات المراقبة والضبط، وحماية لبنان بعدم تشريعها ولغايات طبيّة وتنمية المناطق".
وأكّدت أنّ "هذا التشريع فاتورته الإجتماعيّة والصحيّة والثقافيّة أغلى بكثير من مردود المليار دولار المُحكى عنه. وإنّ أفضل وسيلة لتحسين وضع المزارعين والاقتصاد اللبناني هو العمل الجدّي على تنمية المناطق الّتي تعتمد على الزراعات غير الشرعيّة وإيجاد المشاريع البديلة زراعيًّا، كالزعفران مثلًا وصناعيًّا وثقافيًّا وصحيًّا، على أن تكون مدعومة وأقل خطرًا على المجتمع والصحة والمواطن".
وسألت الترك: "هل تذهب المليار ليرة المرتقبة لدعم الاقتصاد أم ستفيض في جيوب مشرّعيها؟ لماذا لا يُعدّل القانون لتبييض السجلات العدليّة للّذين أنهوا أحكامهم وتعافوا من الإدمان كي نساعدهم على الحصول على فرص عمل ونحميهم من الانتكاسة؟ لماذا تلجأ الجهات السياسية الى تشريع المحظور لتغطية العجز بدلاً من اللجوء الى استراتيجيات لمكافحة الفساد المستشري بينها وفيها؟".
أمّا في اليوم الثالث، فقد توزّع المشاركون على ورش عمل مختلفة، شارك فيها طلّاب الجامعات والمدارس، منها حول دور إنخراط الشباب في خلق التربية حول إساءة استعمال المخدرات، ومنها عن النهج المتمركز على الطفل في الوقاية والرعاية والتعافي، ومنها حول استراتيجيّات الوقاية والقنب.
وفي الجلسة الختاميّة، وبعد كلمة النائب في البرلمان الهندي هيبي ايدن الّذي تحدّث عن "مافيات" المخدرات، وشدّد على ضرورة محاربة هذه الآفة، نوّه رئيس الفيدراليّة بنجاح هذا المؤتمر، على أمل اللقاء في المؤتمر المقبل الذي سوف يركّز على مناهج الوقاية، والّذي سيُعقد في سنغافورة في شهر تشرين الأول.