استفاقت بلدة المشرق الشوفيّة على وقع حريق كبير اندلع عند الساعة الواحدة والنصف فجراً، وأتى على معظم المنطقة الحرجيّة، في حين حاصرت النيران بعض المنازل ووصلت إلى جامعة رفيق الحريري، بينما أقفلت المدارس المنتشرة في المنطقة أبوابها أمام الطلاب.
وعلى الرغم من أن الحديث عن أسباب الحريق، الذي انطلق من خراج بلدة كفرمتى، لا يزال مبكراً، إلا أن احتمال أن يكون متعمداً كبير جداً، لا سيما بالنسبة إلى موعد اندلاع النيران بعد منصف ليل أمس الأحد.
حتى ساعات الظهر، كانت العشرات من سيارات الدفاع المدني وفوج الإطفاء تعمل على ملاحقة النيرات التي اشتعلت في أكثر من بقعة جغرافيّة، لكن العوامل الجويّة والجغرافيّة لم تكن تساعد المئات من العناصر في مهمّتهم، خصوصاً مع وجود حقل ألغام بالقرب من جامعة الحريري كان يحدّ من الحركة، بينما منعت خطوط التوتر العالي طوافات الجيش اللبناني من العمل بسهولة.
بعض سكان المنطقة، تحدّثوا، عبر "النشرة"، عن اللحظات التي عاشوها فجراً، خصوصاً أن النيران كانت قريبة من منازلهم، الأمر الذي اضطرهم إلى الاستعانة بصهاريج المياه الخاصّة، بسبب تأخّر تدخل الجهات المعنيّة، لكن ذلك لا يمنعهم من توجيه الشكر إلى عناصر الدفاع المدني على الجهود التي يقومون بها، في ظل تأكيد بأن المنطقة لم تشهد حريقاً بهذا الحجم في السنوات الماضية، حيث كان الأمر يقتصر على حرائق صغيرة تتمّ السيطرة عليها سريعاً، إلا أنّ المشهد اليوم كان مُرعباً بكل ما للكلمة من معنى.
خلال هذا الوقت، حضرت وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن إلى المنطقة، وسط مناشدات من أهالي المنطقة ونوّابها لتدخل أكبر، خصوصاً من جانب الجيش اللبناني، الأمر الذي دفعها إلى الإعلان عن إمكانية الاستعانة بالجانب القبرصي للمساعدة، لكن مدير عام الدفاع المدني العميد ريمون خطار أكد، في حديث لـ"النشرة"، من داخل غرفة العمليّات المتنقلة، العمل بكافة الإمكانات للسيطرة على الحريق بشكل كامل بأسرع وقت ممكن.
وأوضح العميد خطار أن ما يقارب 25 آلية تعمل على إخماد النيران، بعد أن تم الاستعانة بالعديد من المراكز وفوجي إطفاء بيروت والضاحية والجنوبية، مشيراً إلى وصول طائرتين من قبرص خلال وقت قصير للمساعدة في السيطرة على الحريق، مشدداً على أنّ العناصر يعملون بكل طاقتهم وفق الإمكانات المتوفرة للانتهاء من هذه المهمّة اليوم.
ولفت خطار إلى بعض العوائق الناتجة عن الواقعين الجغرافي والجوّي، خصوصاً وجود حقل ألغام في محيط جامعة الحريري، بالإضافة إلى خطوط التوتّر العالي، لكنّه لمح إلى إمكانيّة أن يكون الحريق مفتعلاً، نظراً إلى توقيت اندلاع النيران عند الساعة الواحدة والنصف فجراً، إلا أنه ترك الحسم في هذه المسألة التي التحقيقات التي ستكشف حقيقة ما حصل.
بدوره، أوضح رئيس بلدية المشرف زاهر عون، في حديث لـ"النشرة"، أن الحريق بدأ من خراج بلدة كفرمتى، لافتاً إلى أنه في هذا الوقت من العام تحصل عادة حرائق، لكن منذ نحو 40 عاماً لم تشهد المنطقة حريقاً بهذا الحجم، الأمر الذي تطرح حوله الكثير من علامات الاستفهام.
وكشف عون أنه تبلغ بالحريق عند الساعة الرابعة فجراً، وبدأ بالاتصالات مباشرة لكن سيّارات الدفاع المدني لم تصل إلا صباحاً، ثم بدأت التعزيزات من مختلف المراكز بالوصول، في حين أن النيران كانت قد أصبحت في محيط المنازل.
بالنسبة إلى حقل الألغام في محيط جامعة الحريري، لفت رئيس بلدية المشرف أنه يعود إلى مرحلة الحرب اللبنانية، حيث تعاقبت عدة أحزاب في السيطرة على المنطقة، وكانت تتخذ منها ثكنات عسكرية لها، لكنه شدد على أن الرياح هي التي ساعدت في انتشار النيران، تاركاً حسم مسألة الأسباب الى التحقيقات التي ستقوم بها الجهات المعنية.