انتهت امس الاول المرحلة الاولى من انتخابات المجلس الشرعي الاسلامي في كل لبنان وفاز بموجبها 24 عضواً بالانتخاب فيما يُعيّن مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الثمانية الآخرين في المرحلة الثانية، وفي المرحلة الثالثة يجتمع المجلس المكتمل لتعيين نائب رئيس المجلس ومفتي المناطق من خارجه.
ووفق اوساط علمائية واسعة الاطلاع على ملف الانتخابات ودار الفتوى وفي قراءة لنتائج الانتخابات فقد صادق دريان على نتائجها امس الاول وسجلت فوز المستقبل وتحالف العائلات البيروتية والنائب فؤاد المخزومي في محافظة بيروت وللمستقبل وفق الاسماء الثمانية الفائزة حصة الاسد منها.
وعن قضاء صيدا لم تحصل الانتخابات واتت الاسماء الثلاثة بالتزكية وهي محسوبة على تيار المستقبل فيما فاز في قضائي حاصبيا ومرجعيون المفتي حسن اسماعيل دلي.
وعن محافظة عكار فاز مرشح الجامعة المرعبية وسيم المرعبي والذي تبنى ترشيحه امين عام تيار المستقبل احمد الحريري فيما بعد وتقول الاوساط ان الحريري "ركب" قطار الرابحين اي ان المرعبي رابح اصلاً ومن دون دعم الحريري.
اما في جبل لبنان فقد اهدى العميد المتقاعد محمد بهيج منصور فوزه الى الرئيس الشهيد رفيق الحريري بعد زيارة ضريحه.
وفي الشمال التي تضم طرابلس الضنية والمنية والكورة، ربح المستقبل 3 مرشحين من اصل 5 رشحهم وهو كان يراهن على فوز 4 منهم فربح لديه كل من اسامة طراد وبلال بركة وفايز سيف ورسب هشام الايوبي الذي كان يراهن عليه. ويقال وفق الاوساط ان الخرق في بيت المستقبل اتى من تدخل كل من النائب بهية الحريري واحمد الحريري في ملف انتخابات المجلس الشرعي على مستوى لبنان وهو ملف معروف في صفوف المستقبل انه تحت إدارة الرئيس فؤاد السنيورة. وتقول الاوساط وفق مفارقة لافتة وبلا "تفسير علمي"، حيث تدخلت الحريري ونجلها في وجه السنيورة حصل خرق لمنافسي المستقبل!
وتشير الاوساط الى ان معركة الشمال هي "ام المعارك" حيث لم يكسب اي طرف المعركة لصالحه، ولم يحسم الاكثرية. فمن اصل 7 ربح المستقبل 3 وبقي لكل من النائبين فيصل كرامي عضو في المجلس وهو الشيخ احمد امين ولجهاد الصمد الشيخ امير رعد. كما فاز المرشح الدكتور ربيع دندشي المدعوم من الوزير السابق محمد الصفدي في حين كان يراهن الرئيس نجيب ميقاتي وفق الاوساط على فوز عضوين له الاول هو مرشح تيار "العزم" عبد الإله
ميقاتي وهو عضو في المجلس الشرعي السابق وله حيثية خاصة به غير كونه المدير التنفيذي لجمعية العزم وكونه يحوز واخوه رشيد ميقاتي على احترام كبير من اهل المدينة. وتلفت الاوساط الى ان نكسة ميقاتي كانت في خسارة عبد الرزاق قرحاني مدير الشؤون الدينية عنده ورغم ان للرجل تاريخ نضالي سابق في الجماعة الاسلامية وفي الوسط السني والطرابلسي لكن اعضاء الهيئة الشرعية اعتبروا ان ميقاتي يريد فرض قرحاني عليهم فرفضوه وبذلك سجلوا خسارة ونكسة لميقاتي الذي كان يطمح بفوز مرشحيه عبد الاله ميقاتي وقرحاني ويريد ان يحققا اعلى ارقام ممكنة وهو كان يمني النفس ايضاً برئاسة المجلس ومفتي طرابلس والشمال.
وتقول الاوساط ان طرابلس والشمال وجها "صفعة" لميقاتي" واختارت المدينة بدقة متناهية الاعضاء السبعة ومن تعتبره يمثلها.
وتشير الاوساط ان ما جرى في طرابلس والشمال اراح المفتي دريان حيث لم يعد يواجه "بلوكاً حزبياً" واحداً بل مجموعة من القوى موزعة على المقاعد السبعة . وتقول الاوساط ان معركة طرابلس والشمال ومن بعدها كل المناطق الاخرى هو بعد تعيين الاعضاء الثمانية من قبل المفتي وانتخاب نائب الرئيس من قبل المجلس، هو تعيين المفتين في المناطق وهنا تبرز اكثر من معضلة وسؤال: فهل تكون انتخابات المجلس الشرعي التي جرت الاحد مقدمة لتعيينات شاملة للمفتين في كل لبنان وخصوصاً البقاع بوجود الشيخ خليل الميس الذي يعتبره المفتي دريان كوالده وفي طرابلس في ظل تمسك المستقبل بالمفتي الشعار اما تكون انتخابات الاحد الغطاء للتمديد لكل المفتين طالما بقوا على قيد الحياة؟ وهنا تقول الاوساط ان الاجابة على هذه التساؤلات تنهي الكثير من "المعارك" التي ستحصل قريباً.