أعلن جهاز الاستخبارات في الحرس الثوري الإيراني ( جهاز إطلاعات) اليوم الاثنين عن اعتقال الصحافي المعارض البارز "روح الله زم" في عملية أمنية معقدة ودقيقة .
"زم" وهو صاحب موقع "آمد نيوز" المعارض للثورة الإسلامية ونجل عالم الدين الإيراني محمد علي زم كان قد اعتقل عام ٢٠٠٩ على اثر الاحتجاجات التي رافقت انتخاب الرئيس الايراني السابق محمود احمدي نجاد للولاية الثانية في طهران ونقل الى سجن ايفين و بعد ذلك فر الى خارج البلاد واتخذ من فرنسا مقرا لاقامته وعمل طوال سنوات على تحريك الشارع الإيراني ضد النظام الإيراني.
أما عن تفاصيل العملية التي لم يكشف عنها الحرس الثوري بعد تقول مصادر خاصة ... أن الصحافي روح الله زم دخل الأراضي الإيرانية بجواز سفر مزوّر بعد خضوعه لعمليات تجميل غيرت ملامحه بهدف تأسيس جماعة معارضة وإحداث شرخ من الداخل الإيراني وهي مهمة استخباراتية أوكلت إليه من الاستخبارات الأجنبية التي دعمته وأمنت له الحماية طوال سنوات.
ويضيف المصدر أن وحدة الاستخبارات الإيرانية ومن خلال تتبعها الدقيق لتحركات وعلاقات زم منذ سنوات وفي عملية دقيقة تعتبر الأولى من نوعها تمكنت الكترونيا من اختراق حساب إحدى الأجهزة التي ينسق معها الأخير ومن ثم استدراجه عبر رسالة وهمية وإلقاء القبض عليه في طهران بتهم عديدة أبرزها تهديد الأمن القومي والسلم الأهلي.
وفي الحديث عن العملية وابعادها يقول الخبير الاستراتيجي الايراني الدكتور "حسن زاده" أن الرجل كان على علاقة مباشرة مع أجهزة أجنبية معادية مثل الموساد وال CIA والاستخبارات الفرنسية وقد كان ذلك واضحا من خلال الحماية والنفوذ التي يتمتع بها فضلا عن الدور المباشر الذي لعبه في أزمة ٢٠٠٩ وما سمي بالثورة الخضراء والعديد من موجات الاحتجاج التي شهدتها البلاد وأبرزها عام ٢٠١٥ و أواخر عام ٢٠١٧ وذلك من خلال قناته الإعلامية التي اشتهرت بالمعارضة المطلقة للثورة الإسلامية وكانت الأجهزة الأمنية الإيرانية قد لاحقت وفككت الكثير من المواقع والشبكات الإعلامية التي كانت تعمل مع زم وتقدم له المعلومات.
ويضيف زاده ان المعتقل عمل طوال سنوات وبتوجيه خارجي على تهييج الرأي العام ضد النظام الإيراني وبث التفرقة والحقد في صفوف الشعب الواحد من خلال أخبار كاذبة او مبالغ بها وسيناريو الاعتقال اليوم أثبت للشارع الإيراني ان الرجل يهدد السلم في البلاد وهو عميل استخباراتي يريد تفتيت البلاد ولم يعد الأمر يرتبط بصحفي معارض يمارس حرية التعبير عن الرأي مع العلم ان في ٩ اغسطس الشهر الجاري صرح وزير الاستخبارات الايراني محمود علوي، وحذر الافراد الذين يتعاملون ولديهم علاقة مع قناة “آمدنيوز” وكشف عن إطلاق حرب نفسية ضدهم ورفع مستوى الملاحقة والرصد نظرا لخطورة الأعمال التي يقومون بها.
يذكر أن المنصات الإعلامية المدعومة من المخابرات الاجنبية في الداخل الايراني وخارجه تتعدى روح الله زم فهناك عمليات تتبع لأكثر من إعلامي مأجور وذات طابع تجسسي كما أسمته الأجهزة الأمنية الإيرانية في حملتها التي اشتدت عام ٢٠١٦ وتم على اثرها توقيف أكثر من إعلامي ووضع بعضهم في الاقامة الجبرية بعد ثبوت تعاملهم مع المخابرات الأجنبية وإنشاء وحدات خاصة للرصد والتتبع الالكتروني وذلك من أجل حماية الشارع الإيراني من ما عجزت عنه الأعداء عسكريا واقتصاديا كما صرح وزير الاستخبارات الإيرانية آنذاك ومن بين هذه الأسماء الناشطة والإعلامية المقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية "مسيح علي نجاد" وهي المطلوبة ايضا من النظام الإيراني نظرا لثبوت تعاملها مع الخارج ضد مصلحة الأمن القومي للبلاد على حد قول الأجهزة الأمنية الإيرانية.