أكّد أمين عام المدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار، خلال افتتاح لقاء المدارس الكاثوليكية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ليسيه سان بنوا في اسطنبول – تركيا، "أننا هنا للتزوّد من غنى بعضنا البعض، ونتوافق معاً على خارطة طريق نرسمها هنا، ومعاً، لنعود بها إلى بلداننا لنطبع مدارسنا، لا بل مجتمعاتنا المتنوعة، بمسحة رجاء، ختم بها البابا فرنسيس رسالته عن الميثاق التربوي، قائلاً: "لنوطّد حلما بإنسانية متضامنة تلبّي تطلعات الإنسان وتدبير الله".
ولفت الى أنه "تذكرون ولا شك أن موضوع التربية على الأنسنة المتضامنة" كان واحدًا من مواضيعنا في الأردن، وكان التوسع فيه في المؤتمر الرابع والتسعين الذي نظّمه في نيويورك المكتب الدولي للمدارس الكاثوليكية. وهنا أسمح لنفسي بأمرين: الأمر الأول، شكر للأمين العام الدولي الأستاذ فيليب ريشار، ليس فقط على حضوره بيننا، وإنما أيضاً على الجهود التي بذلها لإنجاح هذا المؤتمر، وعلى تزويد الأمانات العامة في كل العالم بنتائجه، وبالتالي على ما سيطلعنا عليها خلال جلسة من جلسات لقائنا. والأمر الثاني، هو تذكيركم بالتزام المدارس الكاثوليكية بوجوب بناء حضارة الحبّ في كل مكان ومع كل إنسان".
وأوضح أن "هذين الأمرين، أرى أن الاهتمام "برعوية المؤسسات التعليمية" هو في صلب سعينا إلى "التربية على الأنسنة المتضامنة"، لكي تقدم لشبيبتنا، ليس فقط التنشئة الروحية، بل تنشئة ثقافية أفضل، "لأن الحقّ في الثقافة، يعني حماية الحكمة، أي المعرفة الإنسانية والمؤنسنة" (المسيح يحيا 223)".
وتمنى عازار "للقاء النجاح بفضلكم. فعالمنا يتطلّع إلينا لنرسم له، وبالرغم من كل ما يعترضنا من عوائق، صورة بهيّة عن الحياة، تنسيه ما يعمل له البعض لخدمة ثقافةِ الموت والاستهلاك واعتبار الإنسان سلعةً تباع وتُشترى. قدّرنا الله لنعدّ أنفسنا لنشارك قداسة البابا فرنسيس في "اعلان ميثاق تربوي" يعطي لأجيالنا الطالعة "أسباباً للعيش والرجاء"، ويسمحَ لهم بالعمل على "ترقّي الشعوب"، وعلى تحرير الإنسان من كل العبوديات، وعلى "حماية بيتنا المشترك".