بالتزامن مع التطورات المحلية والإقليمية اللافتة، بدأ "حزب الله" عقد سلسلة من اللقاءات مع حلفائه، كانت البداية من لقاء أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله مع رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجيّة جبران باسيل، ثم مع رئيس تيار "المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية، بالإضافة إلى لقاء مشترك مع وفد قيادي من "الحزب "التقدمي الإشتراكي".
قد يكون من المنطقي الفصل بين لقاءي نصرالله مع باسيل وفرنجية عن اللقاء مع "الإشتراكي"، نظراً إلى أن الإجتماعات مع الأخير تندرج في سياق إدارة الإختلاف القائم منذ بداية الأحداث السوريّة، بعد أن كانت قد انقطعت على خلفيّة الخلاف حول معمل الاسمنت في عين دارة.
ضمن هذا السياق، بدأت تُطرح في بعض الأوساط المحليّة الكثير من علامات الإستفهام حول ما إذا كان الحزب يحضّر لأمر ما، بالتنسيق مع الحلفاء طبعاً، لمواجهة حملة الضغوط التي يتعرّض لها من جانب الولايات المتحدة، خصوصاً أن الحزب لم يتردد سابقاً، في أكثر من مناسبة، من الإشارة إلى أنّ بعض الجهات المحليّة تقدم خدمات أكثر من تلك التي تريدها واشنطن منها، في حين أنها تأتي وسط تسريبات بإحتمال التحرك في الشارع.
وتشير مصادر متابعة، عبر "النشرة"، إلى أنّ ما يميّز هذه اللقاءات أنها تأتي في لحظة حرجة، على المستويين المحلي والإقليمي، وهو ما يستدعي التوقف عنده، بالرغم من أن نائب الأمين العام كان قد أكد أن خيار التحرك في الشارع لم يُتّخذ بعد، في حين أن رسالة السيد نصرالله، بعد موجة الحرائق التي اجتاحت المناطق اللبنانية، شدّدت على ضرورة عدم إستغلالها لإثارة النعرات الطائفية والمذهبية.
من وجهة نظر هذه المصادر، لدى الحزب هاجساً أساسياً هو الحفاظ على الإستقرار المحلي، وهي السياسة التي انتهجها على مدى السنوات السابقة، لا سيما منذ إندلاع الحرب السورية، وبالتالي لا يمكن له الذهاب بعيداً في أي تحرك شعبي، في حال كان يحضر لذلك، نظراً إلى أنه قد يفسر أيضاً بأنه رسالة ضد العهد، لكن في المقابل هو كان قد أعلن على لسان أمينه العام أنه في طور إعادة النظر في كيفية تعاطيه مع العقوبات الأميركية.
وتشير المصادر نفسها إلى أن الوجهة المحتملة لأي تحرك، كما بات معلوماً، هي المصارف التي تتشدد في تطبيق العقوبات، لكن حتى الساعة لا يمكن الحديث عن أيّ تحرك محدّد، سواء في الوجهة أو في التوقيت، لكن هذا لا يعني أنّ هذا الإحتمال ليس حاضراً على طاولة البحث.
في المواقف الرسميّة، تأكيد بأن اللقاءين مع باسيل وفرنجية غير مرتبطين بتوقيت محدد، ولا ترابط بين توقيتهما وتطورات الأوضاع المحليّة والاقليميّة، خصوصاً أن السيد نصرالله يعقد لقاءات دائمة مع الحلفاء، وبالتالي لا يجب وضعهما في سياق التحضير لأمر ما، لكن في المقابل تؤكد مصادر مطلعة، عبر "النشرة"، أن الهاجس الإقتصادي هو العنوان الأبرز، نظراً إلى أنّ الحزب حدّد عدة عناوين لطرحها، أبرزها رفض فرض ضرائب جديدة على الفقراء، والتركيز على مكامن الهدر والفساد، والإستفادة من معبر البوكمال بين العراق وسوريا.
في المحصّلة، لا تتردد هذه المصادر في الإشارة إلى أنّ ملفّ النازحين سيكون من أبرز الملفّات التي ستفتح، في الفترة المقبلة، خصوصاً بعد إعلان وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل نيته الذهاب إلى سوريا لمتابعة هذا الملف، وتشير إلى أن الحزب داعم أساسي لهذه الخطوة، في مقابل عدم ممانعة أو غضّ النظر من قبل باقي الأفرقاء، حيث تلفت إلى أن الإعتراضات هي شكليّة أكثر مما هي عمليّة.