اشارت صحيفة "الفايننشال تايمز" الى إن الرئيس الاميركي دونالد ترامب يذكر الدول الغربية بأنها تحب الزعامة الأميركية. ولفتت الى إن الدول التي تتذمر من مواقف الولايات المتحدة تجاه الدول الأوروبية تتناسى بسهولة كبيرة كيف أن فرنسا سحبت قواتها من قيادة حلف شمال الأطلسي عام 1966 وكيف أن ألمانيا الغربية وقتها كانت تستميل جارتها الشيوعية، دون اكتراث بالولايات المتحدة. وتتناسى هذه الدول أيضا الاحتجاجات الأوروبية على الرئيسين الأميركيين رونالد ريغان وجورج بوش. فالعالم يتذمر من وجود الأميركيين في كل مكان ثم يشتكي من إهمال الولايات المتحدة له.
واوضحت ان ما يفعله الرئيس الاميركي دونالد ترامب دون أن يقصد هو إنهاء هذه الازدواجية. فكلما تخلى عن التزامات بلاده الدولية شعرت الدول الأخرى بالضرر الذي يلحق النظام العالمي جراء ذلك. وكان قراره بالتخلي عن المسلحين الأكراد في سوريا أمام الحملة العسكرية التركية مثالا واضحا عن هذه القضية. ولكن كانت هناك أمثلة أخرى، مثل قراراته بشأن التجارة الدولية والتغير المناخي. فالدول المعروفة تاريخيا بامتعاضها من القوة الأميركية تجتاز اليوم امتحان مواجهة الصعوبات دون الولايات المتحدة.
ورأت أنه من الطبيعي أن تنفض الدول الغربية عن الولايات المتحدة إذا وجدت أن واشنطن غير ملتزمة في علاقاتها الأوروبية. ولكن الواقع، حسب الصحيفة، ليس بهذه السهولة لأن الاتحاد الأوروبي، على الرغم من وقته الاقتصادية فهو أبعد عن الوحدة في المجال الدبلوماسي والعسكري.
واوضحت أن الصين تملك مقومات الزعامة، ولكن ما من دولة ديمقراطية ترضى بأن تدور في فلك الصين. كما أن غالبية الرأي العام في بقية أوروبا وآسيا وأفريقيا تفضل عالما تقوده الولايات المتحدة على عالم تقوده الصين أو يقوده البلدان أو لا تقوده أي دولة. فمن المستبعد على المدى المتوسط باقل تقدير تعويض الولايات المتحدة. وإذا أراد الرئيس الأميركي المقبل استعادة دور بلاده فإن الحلفاء جاهزون وينتظرون ذلك.