ركّز السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه، خلال حضوره توقيع "الوكالة الفرنسية للتنمية- AFD" و"وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين- الأونروا"، اتفاقًا لبناء مجمّعَين مدرسيَّين في مخيم نهر البارد وفي بيروت ولتحسين البنية التحتية للمياه في المخيمات الـ12 للاجئين في لبنان، على أنّ "الشراكة بين فرنسا و"الأونروا" هي شراكة تاريخيّة مبنية على التعاون ودعم بلدنا الثابت لهذه الوكالة الفريدة من نوعها. تتجسّد هذه الشراكة بشكل ملموس هنا، في هذا الصرح الّذي قدّمته فرنسا إلى "الأونروا" منذ 25 عامًا".
ولفت إلى أنّ "في لبنان، هذا البلد حيث المعادلات هشّة وحمل التاريخ ثقيل، تسعى "الأونروا" وفرنسا، في ما يتعلّق بالسلطات العامة اللبنانية ولا سيما لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، إلى تحقيق الهدف نفسه: دعم الاستقرار في البلد بأسره من خلال دعم المجموعات الأكثر هشاشة، الّتي جعلتها الحرب في سوريا أكثر عرضة للخطر". وأكّد أنّ "فرنسا مقتنعة بأنّ لا غنى عن دور "الأونروا"، اليوم أكثر من أي وقت مضى. لذا، وفي مواجهة الأزمة غير المسبوقة الّتي نشأت عن تعليق التمويل الأميركي، تحملنا مسؤوليّاتنا وسنواصل القيام بذلك: بالإضافة إلى المساهمة الفرنسيّة في مساعدة الاتحاد الأوروبي، الّتي ازدادت هي أيضًا، ضاعفت فرنسا مساهمتها في ميزانية "الأونروا" بين عامي 2018 و2019".
وشدّد فوشيه على أنّ "توقيع الاتفاق بين "الوكالة الفرنسية للتنمية" و"الأونروا" يكرّس الدعم الفرنسي، من خلال برنامج شامل لتحسين الظروف المعيشيّة والحصول على الخدمات، يهدف إلى إعطاء المزيد من الكرامة والفرص لسكان المخيمات الفلسطينية الـ12 في لبنان، وستسمح "الوكالة الفرنسية للتنمية" بتمويل مشروعين طموحين، بقيمة 21 مليون يورو:
-إعادة تأهيل وتوسيع شبكات إمدادات المياه ومعالجتها وصرفها في 12 مخيمًا. الهدف من هذا المشروع هو زيادة عدد الأسر الّتي تحصل على مياه الشرب المأمونة بنسبة 40 في المئة وتحسين الوضع الصحي في المخيمات بشكل ملموس.
- بناء مدرستين (ابتدائيّة/ تكميليّة وتكميليّة/ ثانويّة)، واحدة في نهر البارد قرب طرابلس، والأُخرى في بيروت -على هذا الموقع بالذات- ممّا سيتيح إنشاء العديد من فرص العمل في ورش البناء. في نهاية المطاف، ستكون هذه المؤسسات في متناول الأشخاص ذوي القدرة المحدودة على التحرك ومجهزة بمعدات تعليمية متطورة، وستستقبل 3100 طالب كل عام. إن عمل "الأونروا" في تعليم اللاجئين الفلسطينيين الشباب رائع، ويتضح من الأداء الممتاز للطلاب كل عام في جميع البلدان التي تعمل فيها هذه المدارس".
وبيّن أنّ "فرنسا تقدّم أكثر من ذلك: سيتمّ بناء هذه المدارس على نموذج تعليمي ثلاثي اللغة، سيتيح للطلاب من المدارس الفرنسيّة التابعة للأونروا الاندماج والدراسة، في أفضل الظروف، إلى جانب الطلاب الناطقين بالانكليزية. نحن مقتنعون حقًّا بأنّ الفرنكوفونيّة هي قيمة مُضافة مُستدامة للطلاب الفلسطينيين في لبنان". وأفاد بأنّ "اللغة الفرنسيّة تفتح لهم العديد من الأبواب، أبواب "الجامعة اللبنانية" ولكن أيضًا خارجها. يمكن الفرنكوفونية ويجب أن تكون أحد مفاتيح تحرّر الشباب الفلسطيني في لبنان، ونحن فخورون وسعداء بهذه الشراكة مع "الأونروا" على المدى الطويل".
كما أعلن فوشيه أنّ "مع اقتراب النقاش حول تجديد ولاية "الأونروا" في الأمم المتحدة ومحاولة البعض التشكيك في جهود هذه الوكالة للحفاظ على حقوق اللاجئين الفلسطينيين وكرامتهم، أود أن أؤكّد هنا مجدّدًا أنّ فرنسا ترفض الوقوع في الفخ: اليوم، تقليص أو مقاطعة أنشطة "الأونروا"، ومن المحتمل أن يجعل من مخيمات اللاجئين قنبلة موقوتة، في الأراضي الفلسطينية كما في سوريا ولبنان والأردن على حد سواء. هذه هي لعبة المتطرفين والجماعات الإرهابية الناشطة في المنطقة، ونحن نعلم أنها تتغذى من البؤس واليأس".