انتفاضةُ تشرين 2019 تجاوزت المليوني لبناني، ووكالاتُ الأنباء العالمية أقرت بذلك، والعدد إلى إزدياد، لكن مَن بيدهم الأمر أو القرار يعتقدون أن بإمكانهم الإستمرار.
***
ليست العِبرة في وسط بيروت بل في مناطق لم تعرف "إنتفاضات"، فليس قليلًا ان تشهد مدن صور والنبطية، وليس قليلًا ان تصل الإنتفاضة إلى بلدات نائية مثل بريتال وكل المناطق اللبنانية دون استثناء.
هذا يعني ان تجويع الشعب يوحِّد، وأن العوز لا حدود له، ومع ذلك كانت السلطة التنفيذية تدير الآذانَ الصمَّاءَ.
كم تشهدُ هذه الصفحةُ بالذات منذ سنوات بقلم حرّ صادق تحذيرها لحضرات أهل السلطة؟
كم كتبنا نقول: لا تقتربوا من جيوب الشعب؟
كان وما زال شعارنا الوحيد: أعيدوا الأموال المنهوبة؟
بذلك كنتم تخففون من وقعِ ما يحدث.
كنتم تراهنون على تعب الشعب وأنه لن ينزل إلى الشارع.
كنتم تعتبرون ان الشعب المقهور في حالٍ من الإحباط بعدما "سرقتم" ثورته
و"قرَّشتموها" اتفاقات ثلاثية ورباعية وقوانين انتخابات على قياسكم ووزعتم المناصب والمغانم السياسية.
وأكثر من ذلك قمتم بالهندسات المالية على سبيل التنفيعات وليس على سبيل الإستقرار النقدي والمالي.
غطيتم قروضًا إسكانية لأصحاب مليارات الدولارات والشعب يعرفهم، بمليارات الدولارات على سبيل المثال، حسب ما أظهرت قائمة مجلة فوربس، وحجبتم قروضًا إسكانية عن ذوي الدخل المحدود، وكانت بآلاف الدولارات.
فأي وقاحةٍ هذه أن يُعطى قرض لأصحاب المليارات فيما يُحجَب عن الشباب والشابات اللبنانيين الذين أنهوا تحصيلهم الجامعي وباشروا العمل وشق مستقبلهم؟
وللمناسبة فإن قرضًا واحدًا من هذه القروض المليونية كان يكفي لأعطاء قروض محدودة لخمسين شاباً.
***
كفى وألف كفى.
جاء مؤتمر "سيدر" فبدأتم بتوزيع الإلتزامات والتعهدات قبل ان تأتي الأموال.
أسستم شركات داخلية في كل المجالات وكله معروف عند الشعب البطل لتكون هذه الشركات "شريكة" للشركات الأجنبية التي ستأتي!
انكم في برجكم الذهبي العالي وحتى لا تقرأون ولا تشعرون بأنين شعب استثنائي بأكمله.
كان المطلوب منكم أيها الفاسدون ان تقوموا بالإصلاحات كشرط لتأتي اموال "سيدر"، ها قد مرَّ عام ونصف عام على "سيدر" ولم تقوموا بأي خطوة إصلاحية... فهل باعتقادكم ان دول "سيدر" لا تعرف ماذا تفعلون؟
على مراكز التواصل الاجتماعي يرسلون لائحة باموالكم بالخارج بالاسم والرقم وان لم تكن صحيحة ارفعوا السرية المصرفية عنكم ليس في لبنان بل في الخارج.
***
حذار حذارِ أن تمسوا بأموال المصارف، هذه الأموال ليست للمصارف، إنها أموال المودعين، أي اللبنانيين الكرام الطيبين الذين حصلوا عليها بعرق جبينهم، والمصارف مؤتمنة عليها، أي انها أمانات وليست ملكًا للمصارف لتعطيها لكم.
استفيقوا من غضب وقهر وذل ومعاناة الشعب اللبناني بأسره وبكل طوائفه، وهاتوا قبل 72 ساعة تنازلا واضحاً ومبرماً على كل هدر وفساد قمتم به قبل سقوط الوطن الذي يستحقه الشعب الأصيل.
أنتم الفاسدون ستدفعون ثمن تقصيركم.
ردوا مال الشعب المنهوب الى خزينة الدولة.
تعرفون أين صرفتموها.
تعرفون أين ذهبت المليارات الـ 11 ؟ ولمن؟
***
مليونا لبناني بين مقيم ومغترب في الشوارع.
لا عودة إلى الوراء أيًا كان الثمن.
وتريدون ان تعالجوا الأمور بالمسكنات؟ إنتبهوا جيدًا:
انتفاضة شعب لبناني صارخ بكل طوائفه بدأت ولا عودة إلى الوراء:
من فرنسا إلى بريطانيا إلى الولايات المتحدة الأميركية إلى اوستراليا الى لوكسمبورغ الى هولندا الى قبرص إلى سائر دول وعواصم الإغتراب.
ان قرأتم أو شعرتم أو قررتم ان تخفضوا رواتبكم عظيم... وهناك أكثر بكثير، ستقومون به، من بحر فسادكم وهدركم.
اعيدوا المالَ المنهوبَ منذ 2005 ولبنانُ وشعبُه بألفِ خيرٍ وبركةٍ ورخاء.
***
أيها الشعبُ الأصيلُ انكم بالمرصادِ لهم، لم يعدِ الخوفُ يردعُكم.