لم تجلِ سفارات الدول الغربية رعاياها من لبنان؛ لأن التقييم الأمني للمسؤولين الأمنيين منها، ووفقاً للملحقين العسكريين التابعين لها، أن الوضع الأمني لا يشكل خطراً على الدبلوماسيين العاملين، ولا على أفراد يعملون في شركات خاصة.
واكتفت تلك السفارات، مثل السفارة الأميركية، بإعطاء إرشادات إلى هؤلاء، مثل عدم التجول في أماكن التجمعات الشعبية، والأماكن التي تشكل خطراً على حياتهم.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن مسؤولي الأمن في عدد من السفارات الغربية، لا سيما الكبرى، اعتبروا أن الحراك الذي عمَّ كل لبنان لا يشكِّل خطراً على أمن الدبلوماسيين أو رعايا تابعين لها؛ لأنه بعد نحو خمسة أيام لم يُستعمل أي سلاح ثقيل كما حصل خلال الحرب، واضطرت تلك السفارات إلى إجلاء رعاياها. واعتبرت أن إطلاق النار من قبل مرافقي النائب الأسبق مصباح الأحدب في طرابلس كان خطأ، وكذلك بالنسبة لما حصل مع مرافقي وزير التربية أكرم شهيّب في بيروت.
وأشار سفير دولة كبرى إلى أنه شكَّل خلية لمتابعة سير التحرك الشعبي في جميع المناطق، وسجَّل المراقبون فيها التعاطي الأمني المتفهم لتعبيرات المتظاهرين، وتحمّل بعض المشاغبين كرمي الأحجار والزجاجات الفارغة باتجاههم، كما حصلت صدامات فيما بينهم وسقوط 57 عسكرياً، ولم ترد قيادة مكافحة الشغب بأي رد فعل عسكري. وأكد أن شعارات التحرك الشعبي، نقلت المجتمع اللبناني من انقسامات طائفية إلى إلغاء أي شعار طائفي، وإلغاء رفع إعلام الأحزاب والتيارات، ورفع العلم اللبناني فقط.
وذكر سفير دولة أوروبية أن التحرك الشعبي كان هادئاً وراقياً وصلباً، والثغرات السلبية التي وقعت أقل بكثير من الإيجابيات التي حصلت. وأثنى الوسط الدبلوماسي الغربي في بيروت على موقف الحريري الذي أكد أن السلطات الأمنية تحمي الحراك.