اعتبر العميد المتقاعد محمد رمال، في حديث لـ"النشرة"، أن موضوع قطع الطرقات لا يخدم فكرة الحراك الشعبي ولا يشكل ضغطاً على السلطة السياسية التي يستهدفها الحراك، لافتاً إلى أن المتضرر الوحيد هم المواطنون الذين هم في الأساس يشاركون بحماسة في التحركات لأن لديهم الوضع نفسه.
وأعرب رمال عن خشيته من أن يكون المستهدف من عمليات قطع الطرق شريحة أخرى من اللبنانيين، مؤكداً أنه لا يمكن الإستمرار بها لأنها تنعكس سلباً على مصالح المواطنين، لا سيما أن هناك من بات يشعر بأنها تستهدفه، مع بروز أزمة في تأمين المواد الغذائية والمحروقات والأدوية، مشيراً إلى أن المصارف أيضاً مقفلة منذ نحو اسبوع والمواطنون بحاجة إلى سيولة بين أيديهم.
ولفت رمال إلى أن الخشية هي في أن يشعر المتضررون من عملية قطع الطرق أن عليهم العمل على فتحها بأنفسهم، موضحاً أنه حينها سيكون الشارع منقسماً والسلطة تتفرج، مشيراً إلى أن الجيش يعمل على المعالجة وعلى المتظاهرين الثقة به، لأنه يحمي التظاهرات وحرية التعبير عن الرأي.
ورداً على سؤال، رأى رمال أن الحل للخروج من الأزمة الراهنة هو في تحقيق المطالب الواقعية، لافتاً إلى أن المتظاهرين يحتاجون إلى تحقيق نتائج ملموسة وليس إلى مجموعة من الوعود فقط، وإلى أن يكون هذا الحراك صفحة جديدة من العمل السياسي والإداري والحكومي.
على صعيد متصل، شدد رمال على أن المطلوب من الحراك الشعبي تشكيل قيادة تضع الأولويات وتسعى إلى تحقيقها بشكل تدريجي وتدير التحركات، مشيراً إلى أن التحرك حتى الآن عفوي لكن لا يمكن الإستمرار على هذا المنوال، معرباً عن أسفه لأن الكثير من القيادات القادرة على القيادة والتنسيق معتكفة.
من جهة ثانية، أكد رمال أن الحراك الشعبي يفشل عندما تدخل القوى السياسية عليه في أي منطقة، لأنه عند ذلك سيتحول إلى تحرك فئوي يستدعي تحركاً من قبل الفئات الأخرى، في حين هو نجح لأنه عفوي بعيد عن الإصطفافات السياسية، داعياً المتظاهرين إلى منع تسلسل بعض الأحزاب والإستثمار في نجاحهم.