منذ بداية التحركات في الشارع، لا بل منذ زمن أبعد بكثير، يتعرّض الصحافيون للتهديد والضرب والشتم، في كل ساحات العمل الإعلامي التي يتوجّهون إليها، بسبب انتماء الصحافي السياسي، الديني، وحتى بسبب سياسة الوسيلة الإعلاميّة التي يعمل فيها. بالإضافة إلى ذلك، تتعرض الإعلاميّات في هذه الأحداث إلى كل أشكال التحرّش.
في الأحداث الجارية، تعرّض الكثير من الإعلاميين والإعلاميات في كل ساحات الإعتصام إلى مواقف عديدة. فمثلا، تعرّضت مراسلة قناة الـOTV جويل بو يونس للهجوم اللفظي والجسدي بسبب الانتماء السياسي للقناة التي تعمل بها. وفي حديث مع "النشرة"، توضح بو يونس "أنني أقوم بالتغطية بشكل موضوعي ولا أنقل سياسة المحطة التي أعمل بها، وأحاول نقل صوت المتظاهرين وهم يواجهوننا بالألفاظ النابية".
ورغم ما تعرضت له، تشدّد بو يونس على "أننا نقلنا الحدث وبقينا ننقل رغم ان البعض استعمل كلمات بذيئة"، موضحة أنّ "عملنا يفرض علينا التواجد في كل الامكنة ونحن لم نستفز المتظاهرين ولم نتواجد بالشارع للدفاع عن أحد".
وترى بو يونس أن "ما يحصل متعلّق بالثقافات والاخلاق بالتعاطي، لكن على الجميع أن يفهم انّ الصحافي ينقل وجهة نظر الناس ولا يمكن التعدّي عليه"، متسائلة "أين وزير الإعلام من كل ما يتعرض له الإعلام وجميع الإعلاميين على الأرض"؟.
أما المراسلة في قناة الـMTV جويس عقيقي، والتي تعرضت للإساءة أيضًا، فتعرب في حديث مع "النشرة"، عن أسفها "من تكرار الهجوم عليها شخصياً، ففي اليوم الثاني من الاعتصامات تعرضت للضرب في وسط بيروت رغم أنها كانت تنقل الصورة الحقيقيّة ونقلت خبر كسر اشارة السير، الامر الذي لم يرق للمتظاهرين".
وعن حادثة اليوم، تلفت النظر إلى "أنني تعرضت لإهانات وشتائم من أحد الملحنين الذي شعر أن مؤسستي لا تتوافق معه، وأنا أضع ما حصل في عهدة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بما أن الملحّن يدّعي الحديث باسم الرئيس".
في سياق آخر، تعتبر مراسلة الـLBC رنيم بو خزام أن "الإعلامي دائماً ما يكون "حيطه واطي" فلا حقوق له في الشارع ولا أحد يدافع عن حقوقنا في ظل غياب اطار قانوني يحمي الصحافي في عمله".
وتوافق مراسلة قناة "الجديد" جويل الحاج موسى على ما ذكر، معتبرة أن "الفكرة ليست بوسيلة الاعلام بل بالشعب الذي يجب ان يعرف ان المراسل يقوم بعمله بغض النظر عن موقفه الخاص ونحن ملزمون بالقيام بعملنا"، مشيرة إلى أن "أغلب المراسلين على الأرض تعرضوا لاعتداء بأشكال متنوعة، متطرقة لما حصل لها في صور، واهمية ان يحظى الصحافي بحماية القوى الأمنية".
في المقابل، ترى مراسلة الـMTV رنين ادريس أن "الإعلامي والمتظاهر يتحملان جزءا من مسؤولية ما يحصل، فعلى الإعلامي أن يعرف طبيعة المنطقة التي يتواجد فيها ويعمل وفق ذلك وأن يبتعد قدر الامكان عن توتير الاجواء وتحريض الناس، وعلى الناس ان تتمتع بالأخلاق اللازمة لتقدير عمل وموقف الصحافي"، مطالبة بأن تكون القوى الامنيّة حاضرة دائما لحماية الصحافيين".
لا يمكن أن يبقى الصحافي والمراسل "فشّة" خلق الناس، واذا كان تغيير عقلية المواطنين صعبا، فإنّ عملية إيجاد قوانين تحمي الصحافي وتشدد عقوبة المعتدين، قد تكون أسهل.