طغت على زيارة وزير الخزانة الأميركي ستيفين منوشتين، برفقة صهر ومُستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جاريد كوشنر، إلى الكيان الإسرائيلي، أمس (الإثنين)، بحث إمكانية إعلان الإدارة الأميركية خطة السلام الخاصة بالشرق الأوسط "صفقة القرن".
وتأخّر الإعلان عن الصفقة، التي عمل كوشنر على إعدادها، على مدى السنوات الثلاث الماضية، لارتباط ذلك بتشكيل حكومة في الكيان الإسرائيلي، بعدما فشل بنيامين نتنياهو بتشكيل الحكومة منذ الانتخابات العامة، التي جرت في شهر نيسان الماضي.
والتقى الوفد الأميركي برئيس حكومة تصريف الأعمال نتنياهو، فيما التقى كوشنر والوفد المرافق بنتنياهو والرئيس المُكلّف تشكيل الحكومة رئيس حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس، الذي سيلتقي منوشتين، حيث لم تغب عن اللقاء مُشاورات تشكيل الحكومة.
وجرى التركيز خلال اللقاءات على العلاقات بين الولايات المُتّحدة والكيان الإسرائيلي، التي تُعتبر في أوج التنسيق، وذلك في ضوء تطوّرات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
إثر لقاء منوشتين وكوشنر مع نتنياهو، عُقِدَ مُؤتمر صحفي مُشترك، أكد خلاله منوشتين "سنستمر في الضغط أكثر وأكثر وأكثر، نُنفِّذُ حملة ضغط قصوى، من خلال العقوبات، وهي تنجح".
فيما أشار نتنياهو إلى أنّ "إيران قامت بنصب صواريخ دقيقة في اليمن، قادرة على استهداف إسرائيل، وهي تسعى للحصول على أسلحة دقيقة، بإمكانها إصابة أي هدف في الشرق الأوسط بدقّة، تصل إلى 5-10 أمتار".
وأوضح أنّ "إيران تُطوِّر هذه الصواريخ، التي تسعى أيضاً إلى نصبها في العراق وسوريا، وتحويل ترسانتها في لبنان، المُؤلّفة من 130 ألف صاروخ (لدى "حزب الله") إلى صواريخ دقيقة مُوجَّهة".
وامتدح نتنياهو "الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على العملية العسكرية التي قتل فيها زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي"، مُشيراً إلى أنّنا "نحن في أوج المعركة ضد الإرهاب، ضد المُتطرّفين السُنّة بقيادة "داعش"، وضد المُتطرّفين الشيعة بقيادة إيران، التي تُرسِل أذرعها إلى كل مكان في الشرق الأوسط".
وأضاف: "أطلقت إيران الصواريخ باتجاه السعودية، وأضرّوا بالمسارات البحرية الدولية، وهاجموا وقتلوا أميركيين في السنوات العشر الأخيرة في أفغانستان وفي أماكن أخرى".
وقال أيضاً: "رغم النجاح الكبير، يوم أمس، والعملية ضد زعيم داعش، فإنّه لا يزال مُلقى على عاتقنا بذل جهود كبيرة في مُكافحة قوى الإرهاب الأخرى، وضد دولة الإرهاب، إيران"، على حد قوله.
ورأى أنّ "العقوبة التي تتّصل بتبييض الأموال في البنوك، أداة قوية إلى جانب العقوبات الأخرى، ويجب فرض المزيد من العقوبات".
وأردف: "إنّنا نرى بوضوح أنّ قدرات إيران على استخدام عدوانيتها، وتطوير أدوات القتل لديها، ونشر سلوكها الكيدي، تتقلّص مع تشديد العقوبات، وتصعّب عليها الحصول على أموال نقدية، ويبدو ذلك جلياً في كل أنحاء الشرق الأوسط".
وردّاً على تصريحات نتنياهو، قال منوشتين: "لقد مارسنا أقصى سياسات الضغط، وفرضنا عقوبات على إيران، وهي تأتي ثمارها".
كما عقد نتنياهو لقاءً هامّاً مع كوشنر، في مكتبه بالقدس، شارك فيه: سفير الولايات المُتّحدة في الكيان الإسرائيلي ديفد فريدمان، ونائب مساعد الرئيس الأميركي آفي بركوفيتش، ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات، وسفير الكيان الإسرائيلي في الولايات المُتّحدة رون ديرمر.
ثم اجتمع كوشنر مع غانتس، بمُشاركة نائب رئيس "أزرق أبيض" عضو "الكنيست" يائير لبيد، في السفارة الأميركية في القدس المُحتّلة.
وأشار كوشنر إلى أنّهم تحدّثوا عن "المسائل الإقليمية المُهمة، وبضمنها الجوانب الأمنية، والتهديدات الإيرانية المُتزايدة، والاستقرار الإقليمي والعملية السياسية".
وقال: "إنّني أنظر حولي، فأجد مجموعة قادرة على التعاون مع شركاء آخرين، لمُعالجة كل هذه التحديات".
وهذا هو اللقاء الأوّل، الذي يُعقد بين غانتس وكوشنر، بعدما كان قد التقى الشهر الماضي، مع المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، الذي يُنهي مهامه هذا الأسبوع، وانضم خليفته في المنصب آفي بيركوفيتش، إلى الزيارة، إلى جانب المُستشار المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران براين هوك.
وكان نتنياهو قد قام برفقة رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي وقائد سلاح الجو عميكام نوركين، بجولة تفقّدية في قاعدة "بلماحيم" الجوية، حيث استمعوا إلى إيجاز أمني في سرب الطائرات المُسيّرة، وتحدّثوا مع قادة الوحدات العاملة في القاعدة، قبل أنْ يستعرض نتنياهو وسائل قتالية يستخدمها سلاح الجو.
وردّاً على أسئلة للصحافيين حول احتمال أنْ تخوض "إسرائيل" حرباً بالمُستقبل القريب، قال نتنياهو: "إذا فُرِضَتْ علينا الحرب فسننتصر فيها بشكل حاسم جداً، والذي شاهدته في القاعدة الجوية، هو خير الناس، وخير التطويرات والأسلحة التي تضمن تحقيق ذلك".
وتوجّه نتنياهو إلى رئيس أركان الجيش وقيادة سلاح الجو قائلاً: "أنتم تُشكّلون بالفعل رأس الحربة، إنّنا نخوض معركة كبيرة، وأنتم تلعبون دوراً محورياً في هذه المعركة".