رأى عضو تكتل "لبنان القوي" النائب فريد بستاني أن "مطالب الناس محقة ولا يمكن تجاهلها، خصوصا أن الرئيس ميشال عون كان السباق في طرحها منذ ما قبل وصوله الى سدة الرئاسة"، مؤكدا أن "المتظاهرين أبرياء وأفكارهم وطروحاتهم وطنية بامتياز، ونجحوا في تسريع إقرار موازنة العام 2020 وحركوا همة أغلبية النواب باتجاه تشريع سلسلة قوانين أهمها محاربة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة، لكن ما يدعو للقلق هو الطابور الخامس الذي يمول التظاهرات لحرفها عن قدسية المطالب وإبقائها متمسكة بخطيئة قطع الطرقات".
وردا على سؤال، لفت بستاني في حديث صحفي له أن "استقالة الحكومة تخضع للأصول الدستورية ولا يمكن بالتالي تحميل رئاسة الجمهورية مسؤولية بقاءها، خصوصا أن الرئاسة تحولت بموجب اتفاق الطائف الى حكم في موضوع استقالة الحكومة ولم تعد صاحبة القرار الحاسم كما كانت عليه قبل الطائف، ففي حال أقدم رئيس الحكومة سعد الحريري على طرح استقالته سيكون للرئيس ميشال عون رأيه بالموضوع انطلاقا من حرصه على الاستقرار النقدي والاقتصادي والأمني وعلى عدم دخول لبنان في الفوضى، فلنكن منطقيين وواقعيين ونتجنب الانزلاق الى ما لا تحمد عقباه".
وأشار الى أن "الرئيس عون لا يخاف المصاعب، على عكس ما يحاول البعض تسويقه بحكم خصومتهم السياسية معه، بأنه غائب عن متابعة التطورات وليس على علم بما يجري على أرض الواقع، فالرئيس قلق مما يجري كما كل اللبنانيين المخلصين لبلدهم والخائفين من انحراف الأمور نحو الأسوأ، ويدرس خطواته ومواقفه بدقة منعا لأي التباس، وعليه أدعو الجميع الى التحلي بالصبر والحكمة وملاقاته وسط الطريق لإنقاذ الوضع والذهاب الى جلسات تشريعية مكثفة تُقر خلالها كل القوانين المتعلقة بمحاسبة السارقين للمال العام وبمكافحة الفساد والمفسدين".
ولفت الى أنه "اذا استقالت الحكومة سنكون أمام حكومة تصريف أعمال، ما يعني توقفها دستوريا عن متابعة المفاوضات التي وصلت الى نهايتها في موضوع "سيدر"، ناهيك عن وقف إقرار الورقة الإصلاحية أو موازنة 2020 في مجلس النواب، والسؤال الذي يطرح نفسه هو ماذا تريد؟ تجميد البلاد وسوقها باتجاه المجهول؟ أم تنشيط العمل التنفيذي والتشريعي للخروج من المأزق الاقتصادي وتأمين حقوق ومطالب المتظاهرين؟ فالحريري يتواصل بشكل غير منقطع مع الرئيس عون ومع أفرقاء محليين ودوليين للخروج من الأزمة وما التزام بعبدا وبيت الوسط بالصمت والكتمان سوى دليل قاطع على أن لبنان سيجتاز المحنة".
وأوضح بستاني "أنني متفائل لكن بحذر شديد وقلق من محاولات لطابور الخامس استغلال الحراك البريء في الساحات لتحويله الى صراعات سياسية وطائفية تدخل لبنان في نفق من السواد نعلم أين وكيف بدأ لكننا مجهل أين وكيف سينتهي، فليتقوا الله".