.....وفِي اليوم الثالث عشر من الحراك الشعبي تجاوب الرئيس سعد الحريري مع مطلبه فقدم استقالته في منزله بتلاوة بيان مقتضب أعلن فيه قراره بالاستقالة دون ان يطلع رئيس الجمهورية عليه مسبقا كما فعل مع الرئيس نبيه بري والوزير الاسبق وليد جنبلاط. ووزّع وزير الخارجية جبران باسيل خبرا قبل اعلان الحريري ان اي تشاور مسبق لم يجر معه .
في معلومات خاصة ل "الشرق الاوسط" ان الحريري ابدى انزعاجا قويا عندما تبلغ تقريرا امنيا عاجلا عن هجوم مجموعة من الشباب على المعتصمين في محلة الرينغ فقرّر الاستقالة لانه شعر بانه فشل في حماية المتظاهرين بعد ان كان وعدهم اكثر من مرة بحمايتهم وانه يرفض البقاء في سدة الرئاسة في ظل سقوط اي دم في ساحات الحراك . اضافة الى العراقيل الكثيرة التي وضعها اكثر من مسؤول حزبي يفترض ان يسهل مهمته التي كانت ترمي الى تشكيل حكومة اختصاصيين لتسلم الحقائب الخدماتية مطعّمة بسياسيين. الا ان الوزير باسيل كان يفضّل الإبقاء على الحكومة الحالية وترميمها
بملء المراكز التي شغرت باستقالة وزراء القوات اللبنانية الثلاث ومعهم نائب رئيس الوزراء وآخرين .
انتصر الحراك الشعبي في 29/10/2019 بإرغام الحريري على الاستقالة على الرغم من ان أغلبية القوى السياسي. كانت تؤيده ابتدأ من حزب الله الخصم السياسي له وتاييدا من التيار القوي ومن حركة امل وبالطبع من تياره السياسي . وفِي الإحصاء ان 26 وزيرا كانوا يؤيدونه لكنه اختار عن قناعة الاستقالة بسبب عراقيل بعض القوى السياسية التي كانت تضع له الشروط لنسف اي صيغة لحكومة يمكن ان تخلف حكومته . اما الامر الثاني فهو امني بالهجوم على من قطع طريق الرينغ والتجمع في كل من ساحتي رياض الصلح والشهداء.
وافاد سفير دولة غربية في بيروت "الشرق الاوسط" ان ما تعرّض له المعتصمون المدنيون امس بوجود عناصر امنية مرفوض وهذا يتعارض مع حقوق الانسان وشكّل خيبة امل لدى واشنطن نيويورك وجنيف وباريس وان عددا من السفراء اجرى اتصالات بعدد من المسؤولين لاستفسار عن التقصير الامني في ساحات الاحتجاج والمهم ان ذلك لم يؤد الى صدام دموي كبير .
وتبلغ ردا على سؤال ان الاستقالة نهائية ونافذة وفقا للمادة 69 من الدستور . اكد ان الوضع الجديد ليس سهلا ومن المفترض فتح الطرقات والانصراف الى المعالجة السياسية بتشكيل حكومة في اقرب وقت بعد تحديد مواعيد للاستشارات التي سيجريها الرئيس عون مع رؤساء الكتل النيابية لتسمية رئيس جديد لحكومة .