اعتبر رئيس "الحزب الوطني العلماني الديمقراطي" جو حبيقة، في رسالة مفتوحة إلى اللبنانيين ان "الحركات العظيمة عبر التاريخ تقوم على القيم وليس على المطالب. قاد مارتن لوثر كينغ حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة ولم ترتكز حركته على نيل مطالب الأميركيين من أصول أفريقية، على أحقيتها، أما غاندي فقد كان مطلق المقاومة غير العنفية وحركات الإستقلال ولم تكن حركته تهدف لمنع البريطانيين من ضرب الهنود في الشوارع".
وأكد أن "الحركات الشعبية اللبنانية لا بد أن توسم بأنها حركة تدعو إلى الوحدة الوطنية واللاطائفية والديمقراطية، وأن تمثل تلك القيم والمفاهيم التي تجب المحافظة عليها، لا أن تختصر بالمطالب المعيشية والمحاسبة وحسب، حتى وإن كانت تلك المطالب هي الشرارة".
ورأى "ان هذه القيم التي تفوق بقيمتها المعنوية المطالب اليومية والتي سادت على مدى الأسبوعين الفائتين، ستواجه بمحاولة كسرها كونها تشكل التهديد الأساسي والخطير على المنظومة السياسية القائمة وترى فيها ميلا عابرا وآنيا، فتلك المنظومة تحمي الطائفية وتحتمي بها".
واشار الى ان "الطبقة السياسية أرست هيمنتها على الإعتقاد بأن الطائفية والفئوية هي حقيقة مطلقة ولن تتبدل في نفوس اللبنانيين، ولم تصدق أنه بالإمكان إزالتها تماما من القلوب حينما ينتصر الناس لكرامتهم وقيمتهم كأناس ذوات عقول تعي قيمة صوتها وأهمية صورتها كمواطنين، لا قطعانا تخدم المتنفذين حراس الفتن الطائفية. وعلى هذا لا عجب ألا يحتاج الأمر لأكثر من أسبوعين لإسقاطهم كما حصل بإستقالة الحكومة".
واعتبر حبيقة ان "كل جهة ستسعى لإقناع جمهورها بأن هذا الحراك ليس ثورة بكل ما للكلمة من معنى، وستستعيد الرموز الطائفية الفكر الطائفي في دوائرها وأمام مناصريها، وتثير الخطاب الفئوي والشعور بالخوف من الآخر لتحريك الغرائز والسعي نحو التقوقع، ومحاولة تلبية مطالب الحراك والتركيز عليها دون المرور بالقيم التي نادى بها، فلا تسمحوا بذلك. ستسمعون الخطاب الطائفي عند اختيار رئيسٍ للحكومة العتيدة، أديروا الأذن الطرشاء..ستسمعون الخطاب الطائفي عند توزيع الحصص الوزارية، أديروا الأذن الطرشاء..سوف يحاولون إقناعكم بأن إلغاء الطائفية سوف تأتي على حساب هذه الطائفة أو تلك، لكن تذكروا أين أوصلنا النظام الطائفي وماذا حل بوطننا جرائه".
وأكد أنه "احتفى لبنان بوحدته ولا طائفيته على مدى أسبوعين، لكن إن لم تثبتوا هذه الوحدة العابرة للطوائف والمناطق، فعلى لبنان السلام. المطالب آنية، أما القيم فهي خالدة، نحلم لنحقق أحلامنا، ونرجو أن تكون بوادر الحلم اللبناني قد بدأت بواشره، فلنحافظ عليها وعليه، كي لا نندم ساعة لا ينفع الندم".