في مثل هذا اليوم، قبل ماية وعامين (2 تشرين الثاني/نوفمبر 1917)، كانت بداية تنفيذ المُؤامرة التي تستهدف القضية الفلسطينية، وما زالت "سيناريوهات" التنفيذ قائمة، وإنْ تبدّلت المشاهد واللاعبون، لكن الهدف خدمة إقامة "كيان يهودي" فوق أرض فلسطين، نقطة الارتكاز في الشرق الأوسط.
على الرغم من كُل المُخطّطات والنجاح في تنفيذ بعض البنود، فإنَّ ذلك كُرِّسَ احتلالاً لفلسطين، لكن ما فاجأ مَنْ لا يعرف الشعب الفلسطيني، المُصِر على التحرير، وإقامة الدولة الفلسطينية المُستقلّة وعاصمتها القُدس وعودة اللاجئين، بأنّه أمام شعب صامد لا يلين.
لن تكون آخر المُؤامرات، "صفقة القرن"، التي أُفشِلَتْ قبل أنْ يُعلِن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بفعل رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادة الفلسطينية لها، ما أطاح بالمبعوث الخاص للرئيس الأميركي لعملية السلام إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات.
قدّم الشعب الفلسطيني والأحرار في العالم قوافل الشهداء والجرحى والأسرى والمُبعدين، في مُواجهة مُمارسات الاحتلال للمجازر والاعتداءات، التي ما زالت مُتواصِلة، لكن ذلك لم يزد "شعب الجبّارين"، إلا إصراراً على مُواصلة النضال بأوجهه المُتعدّدة.
وبات واضحاً أنّ القضية الفلسطينية تحرق مَنْ لا يُدرِك تفاصيلها، ويُحاول القفز على الحقوق المشروعة لشعبها.
ولن يكون غرينبلات آخر مَنْ اكتووا بنيران مُحاولات تجاوز الحقوق الفلسطينية، حيث أُقصِيَ، أمس (الجمعة) مُغادِراً البيت الأبيض.
وأكّد غرينبلات عبر حسابه على "تويتر": "اليوم هو آخر يوم لي في البيت الأبيض، لقد كان مُشرِقاً، عظيماً، امتيازاً ونعمة أنْ أخدم بلدنا الرائع.. شكراً للرئيس ترامب وكافة زملائي على خدمتكم وتعاونكم".
وجاءت استقالة غرينبلات، التي كان قد أعلن عنها الرئيس ترامب، في بداية شهر أيلول الماضي، بصورة مُفاجئة، بعد فشله ومُستشار ترامب صهره جاريد كوشنر، ليس في تنفيذ "صفقة القرن"، بل حتى في تحديد موعد الإعلان عنها، والذي أُرجئ مرّات عدّة، ما يعني أنّها أُجهِضَتْ قبل أنْ تُولد.
وكان فريق ترامب قد باشر قبل 3 سنوات الإعداد للصفقة، التي تبيّن فيها الانحياز التام لصالح الكيان الإسرائيلي، على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وبينها الاعتراف بالقُدس المُوحّدة عاصمة للكيان الإسرائيلي، ونقل سفارة الولايات المُتّحدة من تل أبيب إلى القُدس، ورفع صفة الاحتلال عن الضفّة الغربية، والاعتراف بضم هضبة الجولان السوري المُحتل إلى الكيان الإسرائيلي، ووقف المُساعدات إلى السلطة الفلسطينية، وإقفال مكتب "مُنظّمة التحرير الفلسطينية" في واشنطن ووقف المُساعدات إلى وكالة "الأونروا".
فشل غرينبلات بالتسويق لهذه الصفقة، هو السبب الرئيسي، الذي دفع به إلى مُغادرة البيت الأبيض.
وإذا كان فريق ترامب على مدى عامين ونيف، لم يتمكّن من مُعالجة القضية الفلسطينية، فإنّ مَنْ سيخلف غرينبلات، مُستشار كوشنر، آفي بيركفيتش والمندوب الكبير لوزارة الخارجية للشأن الإيراني براين هوك، لا خبرة لديهما، خاصة بيركوفيتش (30 عاماً) المعروف بأنّه "صبي القهوة".
ميدانياً، أُصيب 83 فلسطينياً بنيران قُوّات الاحتلال الإسرائيلي على الحدود الشرقية لقطاع غزّة في الجمعة الـ81 لمسيرات العودة وكسر الحصار، تحت عنوان "يسقط وعد بلفور".
ودعت الهيئة إلى المُشاركة في فعاليات الجُمعة المُقبِلة تحت عنوان "جمعة مُستمرّون"، على أنْ تبدأ المسيرات قبل صلاة العصر، على أنْ تنتهي قبل موعد المغرب، بسبب التوقيت الشتوي.
وأُصيب عشرات الشُبّان والمُتضامنين الأجانب بحالات اختناق بعد اعتداء قُوّات الاحتلال على مسيرة كفرقدوم الأسبوعية المُناهِضة للاستيطان، والمُطالِبة بفتح شارع القرية، الذي أغلقه الاحتلال قبل 16 عاماً، لصالح مُستوطني قدوميم المُقامة بشكل تعسّفي على أراضي القرية.
ومساءً، سُمِعَ دوي صافرات الإنذار في المُستوطنات الإسرائيلية المُحاذية لقطاع غزّة، عقب إطلاق قذائف صاروخية من القطاع.
وزعم جيش الاحتلال أنّه رصد إطلاق 7 قذائف صاروخية من قطاع غزّة، باتجاه المُستوطنات المُحاذية للقطاع، وأنّه تمَّ اعتراض القذائف الصاروخية من قِبل منظومة "القبّة الحديدية".
وقصف جيش الاحتلال مناطق عدّة في القطاع.