رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب بكر الحجيري أن "الشعب محق في عدم ثقته بالدولة، وان رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري مؤيد وداعم لمطالب الناس الغاضبين والثائرين في الساحات، وما استقالته سوى دليل على إيمانه بسلطة الشعب المنادي بتغيير الواقع المزري في البلاد والذي وصلنا إليه نتيجة الهيمنة على المؤسسات الدستورية، لكن ما يجب وضعه في الحسبان، هو ان أي حكومة جديدة أيا يكن شكلها، لا يمكن الا ان تكون برئاسة الحريري انطلاقا من كونه الضمانة الوحيدة في تحقيق الاستقرار النقدي والاقتصادي، والضوء الوحيد المتبقي للخروج من النفق المظلم، وذلك باعتراف العالمين العربي والغربي ان الحريري يتمتع بكامل الثقة الدولية، والوحيد بالتالي القادر على اجتياز النو وايصال المركب اللبناني إلى بر الأمان".
وفي حديث صحفي له، لفت الحجيري الى أن "معادلة "باسيل مقابل الحريري" في أي حكومة مستقلة، مرفوضة بكل المقاييس ومردودة لاصحابها أيا تكن اعتبارات "التيار الوطني الحر" وحليفه "حزب الله"، لأن المطلوب هو تهدئة الشارع وليس سكب الزيت على النار"، معربا عن يقينه بأن "حزب الله لا يمانع عودة الحريري على رأس أي حكومة جديدة، لكنه في المقابل يتمسك بجبران باسيل وزيرا في كل معادلة حكومية انطلاقا من تمسكه بالغطاء الماروني الذي يوفره له التيار الوطني الحر، فيما الأخير يحاول بدوره فرض توزير باسيل مقابل ترؤس الحريري لحكومة مستقلة، انطلاقا من مهمته في تعبيد طريق الرئاسة امام باسيل وعلى قاعدة طخير خلف لخير سلف" "مقايضة همايونية".
وردا على سؤال، أشار الحجيري الى أن "لعبة المقايضة لا تجدي نفعا امام الواقع المأساوي الذي يجتاح البلاد وامام ضرورة الخروج من الأزمة بأسرع وقت لتفادي الانهيار الاقتصادي، علما أن ساحات التظاهر اثبتت دون ادنى شك ان المتظاهرين يريدون عودة الحريري على رأس الحكومة المستقلة لكنهم يرفضون في الوقت عينه اعادة توزير باسيل أيا تكن الاعتبارات، ما يعني ان الشارع المسيحي وتحديدا الماروني منه يرفض هذه المقايضة، الأمر الذي ان اكد شيئا فهو يؤكد ان الشارع المسيحي ليس كباسيل، كفى مغامرات".
ولفت الى أن "القاصي والداني يعلم ان المنظومة الايرانية في لبنان هي الاكثر فاعلية على الارض من خلال "حزب الله" المتحالف مع رئيس الجمهورية ومن خلفه جبران باسيل الذي نصب نفسه نتيجة شعوره بفائض القوة، ممثلا حصريا للمسيحيين ومقررا عاما عن رئاسة الجمهورية والحكومة وسائر المؤسسات الدستورية، ويوظف اليوم تغطيته المارونية لحزب الله في سبيل وصوله الى رئاسة الجمهورية، وذلك من خلال محاولته اختصار المسيحيين بشخصه واضعاف الحريري ومن خلفه الطائفة السنية، وما توقيت الادعاء على رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي بتهمة الاثراء غير المشروع سوى خير دليل، ناهيك عن محاولاته دق الاسافين بين صفوف الطائفة الدرزية الكريمة وعلى قاعدة فرق تسد".
وعودا على بدء وعن قراءته لخروج ثوار من الشارع الشيعي في البقاع الشمالي، وتحديدا من مناطق نفوذ حزب الله في الهرمل وبعلبك، رد الحجيري السبب الرئيسي إلى "غضب الناس من عدم تخصيص المنطقة بخطة إنمائية تؤمن فرص عمل لخريجي الجامعات، وتحقق الوعود المزمنة بإيجاد زراعات بديلة وانشاء مصانع ومدارس وجامعات، وايضا لوجود عشائر وعائلات مستقلة غير ملتزمة بحزب الله وحركة امل، ناهيك عن انضمام عدد من حزب البعث السوري الاشتراكي القديم المناهض لسياسة النظام السوري الى المتظاهرين".