يودع لبنان الصديق الغالي والمثقف المنور والاستاذ والوزير الكبير ميشال اده. انه المارد الذي وقع برحيل ميشال يخسر لبنان رجل قلب وثقافة وذاكرة نادرة وعلم وعقل واطلاع فريد، عملاق كبير في عقل واحد. جمع الفعل الحضاري والفعل المالي معا. انه اللبناني الاصيل الذي يجمع الثقافة والمال. ويعطي بفيض من ثقافته وماله وعلمه وخيره.
تميز بالوفاء والصداقة والكرم والعطاء والعلم والثقافة والالتزام بمارونيته وانفتاحه على العيش المشترك والعالم العربي الاسلامي والفرنكفوني وجميع الحركات الاقتصادية التغييرية في عالمنا المعاصر. ملتزم بمبادئ الحرية والكرامة الشخصية والعدل والمساواة متبنياً أفكار حركات اليسار الماركسي والتجديد واقتسام خيرات الارض والعمل والفائض من المال والدفاع عن حق العمال والحتاجين الذين ضاقت بهم سبل الحياة ومرضوا وجاعوا وتهمشوا.
كان سيدا مارونيا علمانياً وكبيرا اعلاميا فرنكفونياً مميزا عالما مثقفا ومطلعا على كل الحركات الصهيونية وتاريخها بعمق نادر وهو من القلائل والنادرين في هذا المضمار، وعملاقا ملتزما مارونياً ولبنانيا ومنفتحا على العالم العربي والعالم الاسلامي.
وانسانا فريدا مميزا بلطفه وانسانيته وشخصيته الباسمة الراقية والعالية الذوق والتهذيب في كل شيء.
وملك "الصداقة بينه وبين الرئيس سركيس وبيني خاصة يوم أحضرت فيلمي التلفزيوني عن الرئيس سركيس بعنوان "ويبقى لبنان" وهو الذي ساعدني بكرم وعطاء على ترميم دير مار يوسف البرج المهدم بالقذائف ويوم كنت رئيسا عليه وبالأخص يوم ساعد بترميم كاتدرائية مار جرجس في بيروت مع سيادة المطران بولس مطر راعي الابرشية آنذاك محافظا على تراث آل ملحمة أنه من الرجال القلائل والنوادر والمدافع عن الفرنكفونية والعروبة الحضارية الثقافية الاشتراكية والشخصانية المسيحية والحركات الجدلية المادية التاريخية بحسب الماركسية يمتلك التذوق الرفيع للمائدة اللبنانية والمائدة الفرنسية واجبانها ونبيذها.
التزام عالي الذوق بالفن والابداع اللبناني والفن والابداع العالمي وكم تجالسنا سوية الرئيس الياس سركيس وهو واننا نتكلم عن تيار دو شاردان وميشال جحا وعمر فروخ، شارل قرم وباخ وبيتهوفن وجبران وميخائيل نعيمة وفيروز وكمال الحاج ووديع الصافي ودانتي والبابا لاوون الثالث عشر واطروحتي في الشخصية اللبنانية الثنائية لهذا التراث على كون لبنان وطن "المعيه" والانسان كائن المعطوبية "etre célèbre avec la fragilite de l’etre" .
آخر مرة التقيت به كان مريضا جدا لم نتكلم عن الصلاة، وصلينا سوية المسبحة الوردية واعطيته البركة وتمنيت له الشفاء.
والان وقد رحلت يا صديقي الغالي وهناك ستلتقي بصديق العمر الرئيس الياس سركيس فانني اصلي ليكون نصيبكما بين احباء الله وانا اصلي لراحة نفسيكما ولعزاء الاهل والاحباء وارسل الله الى لبنان رجال سياسة نظيركما لانه يستحق الفرح والسعادة والفرح والسعادة والحياة فليكن ذكرك مؤبدا ولترقد بسلام يا اكرم الناس واوفى الاصدقاء والعقل المنفتح على الثقافة والعلم واليد المفتوحة على الخير والعطاء.