لفت مستشار رئيس الحكومة السابق سليم الحص، رفعت البدوي إلى أنّ "نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي قال في حديث تلفزيوني إنّ تكليف رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري ترؤس الحكومة العتيدة، أمر لا يقبل النقاش لأنّ فيه مصلحه وطنيّة، ولأنّه شخصيّة وطنيّة يتمتّع بتأييد شريحة واسعة من اللبنانيين". وركّز على أنّ "كلام الفرزلي هنا مقبول ولا غبار عليه، لكن القول إنّ عدم تكليف الحريري يستفزّ الطائفة السُنيّة ويشعرها بالغبن والإحباط، كما أحبطت في السابق اثناء غياب الحريري عن البلد، فهذا كلام يحتاج إلى تصحيح وتفسير".
وتوجّه في بيان، إلى الفرزلي، سائلًا: "إذا كان عدم تكليف الحريري يستفزّ الطائفة السنيّة في لبنان، فكيف تفسّر لنا الإصرار على استبعاد المكوّن الشيعي المتمثّل بـ"حزب الله" من الحكومة؟ أَلَم يستفز الطائفة الشيعية ويشعرها بالغبن والإحباط؟". وشدّد على أنّ "الطائفة السنيّة لم تشعر بالإحباط يومًا كما تشعر به اليوم، جرّاء سياسات وخيارات الحريري نفسه، الّتي أثبتت عقمها، خصوصًا بعد أن اختار الحريري الغياب عن لبنان طوعًا وبعد أن باع مؤسّساته وشرّد المئات من عائلات السنّة وتركهم على قارعة الطريق يواجهون المجهول".
وبيّن البدوي أنّ "الحريري ورغم تمسّك كلّ المكوّنات السياسيّة المشارِكة بالحكومه به كرئيس للحكومة، إلّا أنّ الحريري هو بنفسه قرّر الاستقاله واختار الهروب من تحمّل المسؤوليّة الوطنيّة الّتي تحتّم إنقاذ الوطن". وتوجّه إلى الفرزلي مشيرًا إلى أنّ "التركيز والإيحاء بخراب البلد إذا لم يُكلَّف الحريري، فيه مبالغة غير مبررة".
وأكّد أنّ "اختصار الطائفة السنيّة بالحريري والإصرار على حصر التكليف والتشكيل ورئاسة الحكومة بشخصه، هو كلام بحدّ ذاته فيه إهانة مرفوضة للطائفة السنية. ومع احترامنا لمقام وخبرة الفرزلي، إلّا أنّنا ومن باب التأكيد، نلفت عنايتكم بأنّ الطائفة السنيّة غنيّة وزاخرة بالشخصيّات النزيهة الوطنيّة من أصحاب الخبرة والرؤى الواضحة الّتي تمتلك الجرأة الكافية بتحمّل المسؤوليّة الوطنيّة، ومواجهة الأزمات الّتي خلّفتها سياسات الحريري الّذي فضّل بدوره التنصّل من مهامه وفي الوقت العصيب، متخليًا عن معالجة ذيول الأزمة الحاصلة ومتّخذًا درب الهروب من تحمّل المسؤوليّة الوطنيّة".
وذكر أنّ "الإحباط عبارة عن حالة لا تصيب طائفة، إنّما يُصاب بها الإنسان حين وقوع الخيبة من إنسان انعقد عليه الأمل لكنّه خيّب الظن".