اشار البطريرك الماروني بشارة الراعي الى ان شباب لبنان انتفضوا بعد طول بانتفاضة تاريخية تجاوزوا فيها الانتماء الطائفي والمذهبي والحزبي واصطفوا تحت راية الوطن، والثوار في يومهم السادس والعشرين وبينوا للجميع ان الانتماء للمواطنة يفوق كل انتماء آخر، فكان لبنان استثماء لجميع البلدان المحيطة ونموذجا.
ولفت الراعي خلال افتتاح دورة مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في بكركي، الى ان الدورة تتناول قضايا الشباب ووسائل التواصل الاجتماعي، لا بد للشباب من تهيئة كوادرهم بواسطة وسائل التواصل الرقمي، وتنقل الكنيسة اليهم والى جميع الناس الحقيقة، اساس كل كرامة بشرية وتنشر معها القيم الروحية والخلقية التي تتيح لهم التصرف يومياً باستقامة وتنمية الشخصية بمختلف ابعادها، وبهذه اللغة تحتضن الكنيسة شبابها وتستمع الى همومهم وتقدر رأيهم.
واوضح ان الشباب قالوا كلمتهم بصوت واحد، فقدوا الثقة بالطبقة السياسية ويريدون وجوه نظيفة معروفة بأخلاقها وكفاءاتها لاخراج البلاد من ازمتها المالية المنذرة بالانهيار، وهم طالبوا بحكومة حيادية متحررة من السياسيين والاحزاب كي تستطيع اجراء ما يلزم من اصلاحات ومكافحة الفساد وضبط المال العام، ومن المؤسف جدا ان هناك من لا يعنيه صوت الشباب والشعب وانهيار الدولة، فيعرقل مسيرة النهوض لاسباب خاصة، ونقول لهم بإسم الشباب لا يجوز رهن الدولة لمصلحة شخص او فئة مهما توهموا انهم اقوياء وراسخون لانه لا احد اقوى من الشعب وشبابه.
ولفت الى ان مئات الالوف من الشباب يحضرون انفسهم على المقاعد الدراسية، فينبغي ان يشعروا بدفئ محبة الكنيسة، فالتبقى الكنيسة من خلال مؤسساتها ملاذ كي يلجؤا اليها كام حنون، وبناء عليه دعا المدارس الى ترشيد الانفاق كما دعا الدولة الى مساندة المدارس. وقال: "ندرك ما تمرّ به المدارس والجامعات من صعوباتٍ ماليَّةٍ بسبب فقر شعبنا، فإنَّها مدعوَّةٌ لترشيد الإنفاق والابتعاد عمَّا هو كماليّ، ولو كان ضروريًّا، ولتجميد الأقساط هذه السَّنة، ومطالبة الدَّولة بدعم الأهالي في تحمُّل جزءٍ من الأقساط صونًا لحريَّة التَّعليم".