... وتريدوننا نحن الشعبُ الذكيُ أن نصدقكم؟
ولماذا يجب ان نصدقكم؟
هل لأنكم توحون بالثقة؟
أم أن أداءكم على مدى 30 سنة بالفساد والهدر والاستهتار والاستخفاف يوحي بالثقة؟
***
منذ متى لم يعقد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مؤتمرًا صحافيًا؟ بالتأكيد منذ سنوات!
مع ان طلته كانت لائقة ومطمئنة لمن يفهم بالهندسات المالية...
إذا ما الدافع إلى عقد مؤتمر صحافي؟
لأن الوضع المالي والنقدي ليس على ما يُرام؟
لماذا ليس هو على ما يُرام؟
لأن ثقة الشعب بأكمله أصبحت معدومة:
تتحدثون عن أن لا قيود على السحوبات، لكنكم تضعون سقفًا للسحوبات.
تتحدثون عن أن الودائع محمية، إذًا لماذا لا تدفعون للناس ما يطلبونه من ودائعهم؟ وإذا دفعتم فبالليرة اللبنانية علمًا أن غالبية الودائع بالدولار؟
***
بأي حق تضعون حدودًا للتحويلات إلى الخارج بعد سنوات من الطمأنة ان الوضع النقدي بألف خير؟
أين هي المادة في قانون النقد والتسليف التي تتيح لكم ذلك؟ لا مادة مانعة في هذا القانون! إذًا أنتم تخالفون القانون، فمَن يحاسبكم: ثورة الشعب.
تردون ذلك إلى الهلع! ومَن تسبب بالهلع!
هنا نفتح مزدوجين لنقول: الدنيا وجوه وعتاب... لماذا على أيام الرئيس السابق لجمعية مصارف لبنان الدكتور جوزيف طربيه كانت مواقف الجمعية تدعو إلى الإطمئنان؟ هل لأن الدكتور طربيه يوحي بالثقة؟
كيف يأتي مَن خلفه ليُدلي بموقف مرتبِك "يُعمي بدل ان يُكحِّل"؟
كيف يطلب من الشعب على شاشة التلفزة أن لا يسببوا الهلع؟
هل صار الحق على الشعب الثائر على الطبقة الفاسدة؟
لماذا حضرته لم يُجِب عن أسئلة الشحّ في إعطاء المودعين جزءًا يسيرًا من ودائعهم؟
في هذه المناسبة، تحية إلى المصرفي والخبير الاقتصادي مروان خير الدين رئيس مجلس الادارة والمدير التنفيذي لبنك الموارد، إذ قال عبر "تويتر" لو تصرفت مثله المصارف الاخرى لكانت الأزمة انخفضت بنسبة خمسين في المئة، كما فعلت مصارف عريقة شفافة مثل بنك الاعتماد اللبناني وبنك لبنان والمهجر.
وتحية أيضاً الى المصرفي الشجاع العصامي الصديق سمير حنا رئيس مجلس الإدارة والمسؤول التنفيذي لبنك عوده والذي تحاك على مصرفه الكريم بكامل فروعه دسائس: كان ولا يزال جبّارًا في كل الأزمات. أعطى تعليماته إلى مدرائه في المصرف وفي كل فروعه أن يلبوا المودعين.
***
في المقابل، هناك مَن يتحدَّث عن إخراج ودائع إلى خارج لبنان، هنا مسؤولية المصارف، معروفٌ لديهم كل مودع ومَن قام بالتحويلات هم أنفسهم من الفاسدين والمتعهدين وكل من دخل السلطة السياسية وجنى من جيوبهم فلس الأرملة على مدى ثلاثين سنة، ستتم مساءلتهم بجدية من الشعب اللبناني المنقلب عليهم؟
أما مَن يريد أن يُرسِل أقساطاً للعلم لاولاده في الخارج، فمن الجريمة عدم الإتاحة ان يتم التحويل. وحاكم مصرف لبنان في مؤتمره الصحافي، أوضح كيفية ارسال اموال الى الخارج حسب الاولوية، والاولوية هي لاولادنا الذين جبرتموهم على المغادرة لطلب العلم في أقاصي العالم... فمن الأجدى ان لا ترهقوا أهاليهم أكثر بإرسال الأقساط الى الجيل الجديد الواعد.
***
لقد شبع الشعب الأصيل كلامًا ووعودًا. هل يُعقل ان الحراك صار له 26 يومًا في الشارع وأنتم أهل السلطة خائفون من الشعب لأنه كشفكم كلكم.
فلن يأتي على رأس الحكومة إلا رئيسُ حكومةٍ كفوءٌ الذي تاريخهُ يسبقهُ بنظافة الكفِ والنزاهةِ والقدرةِ على اخراجِ الوطن من معاناةِ القهرِ والجوعِ والذلّ.
وكل تأخير يعني انكم خائفون حضرات أهل السلطة ونكرر خائفون... من شعبكم الذكي الذي انتفض وثار وانقلب عليكم فرداً فرداً بالإشارة الى كل فاسدٍ وناهبٍ وسارق أموال الشعب.