لفت رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي فارس سعد إلى أن "مشهدية الاحتجاج التي شهدها لبنان منذ شهر تحت عناوين رفض الواقع المعيشي والاقتصادي المتردّي في لبنان، تمثل صرخة وجع بوجه سياسات القهر والإفقار، ومن شأن هذه الصرخة أن تساعد على الانطلاق باتجاه مرحلة جديدة تتفكك فيها الغيتوات الطائفية والمذهبية، لصالح قيام الدولة المدنية، غير أنّ ركوب موجة الاحتجاجات من قبل قوى داخلية وخارجية ومحاولات حرفها عن أهدافها، قد يضيّع على اللبنانيين فرصة التغيير الحقيقي... وما نخشاه أن يكون النظام الطائفي المقيت الذي نرذله، قد نجح في إعادة إنتاج نفسه مجدّداً وبوظائف جديدة تخدم رعاته ومصالحهم".
وأشار إلى أن "الحزب السوري القومي الاجتماعي، ليس طارئاً في حمل هموم الناس والدفاع عن لقمة عيشهم ومصالحهم والوقوف إلى جانب مطالبهم المحقة، فحزبنا وضع برنامجاً متكاملاً للإصلاح السياسي والاقتصادي منذ العام 1949، وقد دفع ثمناً باهظاً باغتيال مؤسّسه أنطون سعاده وبسلسلة من الاغتيالات والاعتقالات والقمع والتنكيل الذي مارسه النظام الطائفي بدعم من قوى خارجية ضدّ الحزب والقوميين".
وأوضح ان "أولويات حزبنا في لبنان هي ترسيخ ثقافة المقاومة ضدّ العدو الصهيوني وضدّ الإرهاب والتطرف، فالمقاومة، ثقافة ونهجاً، خيار لن نحيد عنه، الدفع لسَنّ قانون جديد للانتخابات النيابية على أساس الدائرة الواحدة واعتماد النسبية من خارج القيد الطائفي، تطبيق النص الدستوري القاضي بتشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية، والقيام بكلّ الخطوات والتشريعات التي تكفل قيام الدولة المدنية بما في ذلك إقرار مشروع قانون الأحوال الشخصية، تحقيق العدالة الاجتماعية والإنماء المتوازن وإنصاف المنتجين فكراً وغلالاً وصناعة، وسَنّ القوانين لتمكين مؤسّسة القضاء من محاربة الفساد والإفساد واستعادة المال العام، رفض ارهاق الناس بالضرائب، وإسقاط سياسات الخصخصة التي تستهدف قطاعات ومؤسّسات الدولة المنتجة والمربحة، مواصلة حمل مشروع السوق القومية المشتركة، للتكافل والتساند الاقتصاديّين بين دول الهلال الخصيب، رعاية المزارعين والصناعيين لتعزيز اقتصاد الإنتاج والتخلي عن الاقتصادي الريعي، وإزالة كلّ العوائق من أمام الترانزيت لتصدير الإنتاج اللبناني إلى السوق العراقية والسورية والأردنية والى العالم العربي".