حذر شيخ الأزهر، أحمد الطيب، من "خطورة البيئة الإلكترونية التي سهلت ارتكاب الجرائم الجنسية بحق الأطفال"، مشيراً إلى أن "البيئة الإلكترونية مكنت وحوش الجرائم الجنسية من سهولة الاتصال بضحاياهم من الأطفال وتشجيعهم على الالتحاق بهم وقدرتهم على إخفاء هوياتهم بإنشاء هويات مزيفة تجعل ملاحقتهم قضائيا ضربا من المستحيل".
ولفت إلى أن "إخفاء الهويات الحقيقة واستبدالها بهويات مزيفة أضاع خصوصية الأسر ووضع كرامة أطفالها في مهب الريح، حتى أن اليونيسيف صرحت بأنه لا يوجد طفل بمأمن من المخاطر على شبكة الإنترنت"، مشيراً إلى أن "هذه المؤتمرات التي تناقش مستقبل الطفولة المحفوف بالمخاطر لا تعد ترفا أو مجرد كلمات تلقى في اجتماع، بل هي دعوة جدية للجميع بضرورة الإسراع بالتصدي والمواجهة، والبحث الجاد عن مخرج من هذه الأخطار المحدقة بأطفال اليوم، وذلك بعد ما بات واضحا لممثلي الأديان ولكل ذي قلب وضمير أن التطور الرقمي سرق من هذه الكيانات البشرية الضعيفة، براءتها وأحلامها، وأوشكت أن تتحول إلى أرقاء في أيدي الذين لا يؤمنون إلا بالأرض وبالمادة وحدها".
وأكد الطيب أن "المشكلة هي أن التقدم العلمي اليوم هو سلاح ذو حدين، يصعُب فيه فرز الأفضل لتطبيقه، واستبعاد الأسوأ لتجنبه"، مبينا أن "الحل يكمن في عودة مسؤولية الأسرة عن الطفل، ومراقبتها للأطفال، وحقها في التوجيه والتأديب والتهذيب، وألا يعد شيء من ذلك ضربا من ضروب العنف تمارسه الأسرة ضد الطفل".
وشدد على أن "حماية الطفل من الأوبئة والأمراض الخلقية أوجبُ وألزمُ بكثير من دعاوى حق الطفل في حُريات لا محدودة تقدمه لقمة سائغة لأمراض أعنف وأشد فتكا"، مشيراً إلى انه "لا يوجد أدنى شك في أن الثورة التقنية الرقمية لن تتوقف عن تطور يختلط فيه النافع بالضار، والمصلحة بالمفسدة، ما دامت هذه الثورة تتطور في غيبة من حراسة الأديان والأخلاق الإلهية".